بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
يمكن الوصول إليها من البازيليك عبر بابين ، أحدهما إلى اليسار فور الدخول إلى البازيليك والآخر من المدخل الجانبي لهيكل الأرمن أو مباشرة من دير الفرنسيسكا .
يؤدي إليها رواق من العصور الوسطى غاية في الجمال . تمّ ترميمه عام 1984 . تقوم الكنيسة على بقايا دير القديس هيرونيموس القديم . على الجانب الجنوبي للرواق تمّ اكتشاف كنيسة صليبية مع رسومات للعذراء .
على الجانب الأيمن ( للداخل إلى الكنيسة ) تحت الهيكل الجانبي يُحتفظ بتمثال الطفل يسوع والذي يعرض ليلة عيد الميلاد في المغارة . قبل بلوغ هذا الهيكل نجد درجا يهبط بنا إلى مغارات تحت الأرض .
المغارات تحت الأرض
تشير الحفريات التي قام بها الأب باجاتي الفرنسيسكاني إلى أن هذه المغارات كانت مستخدمة منذ القرن السادس ق . م . وتحولت في القرن الأول إلى قبور للمسيحيين الذين كانوا يرغبون بأن تدفن أجسادهم قرب الأماكن المقدسة .
مغارة القديس يوسف
ننزل الدرجات من كنيسة القديسة كاترينا فنبلغ غرفة المدخل وهي جزء من مغارة القديس يوسف الذي تم تكريس الجزء العلوي له منذ عام 1621 . يمكن بلوغ هيكل القديس يوسف بواسطة 5 درجات من كلا الجانبيين . نجد إلي اليمين ممرا محفورا في الصخر يؤدي إلى مغارة الميلاد . يفتح كل يوم الساعة الثانية عشرة ظهراً خلال الدورة اليومية للآباء الفرنسيسكان .
مغارة الأطفال الأبرياء
عندما نقف في الجزء السفلي من مغارة القديس يوسف نجد إلى اليسار مغارة أخرى فيها هيكل مكرس للقديسين الأبرياء أطفال بيت لحم الذين ذبحهم هيرودس ، في جوانب المغارة نجد بضعة قبور هي قبور الاتقياء الذين رغبوا بأن تدفن أجسادهم في هذا المكان المقدس منذ القرون الأولي للمسيحية . إذا تابعنا السّير إِلى اليسار نجد بعد مغارة الأطفال هوة مغلقة بقضبان يبلغ عمقها خمسة أمتار وهي قبر الأطفال الأبرياء بحسب التقليد .
علي يمين الناظر إلى هيكل القديس يوسف هناك ممر يؤدي إلى عدة كهوف أخرى محفورة في الصخر .
في الممر الضيق المؤدي إلى المغارة الثالثة نجد قبر أوسبيوس الكرموني ، خليفة القديس هيرونيموس . ومن ثم نبلغ إلى قبر محفور في الصخر ، وهو قبر باولا وانبتها أوستيكيو . وفي الواجهة قبر القديس هيرونيموس . يشهد القديس هيرونيموس ذاته لهذا الواقع ففي حياته حفر لنفسه قبرا قرب تلميذتيه . وقد تم نقل رفاتهم ولم يتبق سوى المقام . ومنذ القرن الثالث باتت رفات القديس تكرم في كنيسة القديسة مريم العظمى في روما .
مغارة القديس هيرونيموس
القديس هيرونيموس عاش الحياة النسكية في بيت لحم هنا وعمل في هذا المكان .
وصل القديس هيرونيموس إلى بيت لحم عام 386 وكان عمره 46 عاما . وعاش في بيت لحم ثلاثين عاما مكرسا حياته للتأمل . وفي هذا المكان أخذ على عاتقه ترجمة الكتاب المقدس من لغته الأصلية العبرية إلى اللغة اللاتينية . ولم يكن الغرب يعرف الكتاب المقدس حتى ذلك الحين إلا من خلال الترجمة السبعينية . لم يكن الحصول على نسخة أصلية من الكتاب المقدس في ذلك الوقت أمرا سهلا ولكنّ هيرونيموس اتفق مع احد الربانيين أن يعيره درج الكتاب في الليل ليعمل على ترجمته ويعيده في الصباح الباكر قبل أن يشعر اليهود باختفائه . وقد سميت ترجمته بالترجمة الشعبية "Volgata" وقد اعتمدت في الكنيسة نصا رسميا طيلة قرون طويلة
توفيت باولا حوالي عام 402 وتوفيت ابنتها أوستيكيو في هذا الموقع . ويشهد الحاج من بياشنسا ( 570 ) أنه زار المغارة " التى حفرها هيرونيموس بيديه قرب مغارة الميلاد والتى دُفن فيها " .