نيفين سوريال
إن الله معنا وهو يهتم بنا ويستطيع أن يشفينا ليس من المرض الجسدي فحسب بل من المرض الروحي ايضاً، ولا توجد خطية أو مشكلة أعظم أو أصغر من أن يعالجها هو. فقد رأي الشعب في المسيح شافياً عظيماً ولكن كم منهم أدرك حقيقته؟ فلقد أتي الناس إلي يسوع ليتعلموا دروسا من حياته، أو على أمل التخلص من الألم. ولكننا نخسر كمال رسالة الرب يسوع إذا التمسناه فقط ليشفي أجسادنا وليس نفوسنا، إذا طلبنا منه المعونة في هذه الحياة فحسب ولم نطلب قصده الأبدي من نحونا. فعندما ندرك من هو يسوع المسيح حقيقة، نستطيع أن نقُدر كيف يقدر أن يغير حياتنا حقيقة.
● إرادة الله منذ البدء تجاه الإنسان:-
منذ البداية، كانت الصحة هي مشيئة الله لأولاده. لم يكن المرض ضمن خطة الله للجنس البشري، لكن عندما عصى آدم وحواء الله، أصبح المرض جزءاً من العقاب الذي وجب تنفيذه. غير أن الله يتوق أن يتمتع أولاده بالصحة من كافة الوجوه. وربما تأتي المشاكل بينما نحن نسير مع الله ونصنع مشيئته، وفي التوقيت الذي حدده لنا ن ثم نصاب بمرض ما. ولكن علينا أن نعطي الله الفرصة ليصنع معنا كل شئ للخير.
"الصحة الإلهية في جنة عدن"
مشيئة وقصد الله لكل الجنس البشرى أن يكون فى صحة، إذ أعلن عن قصده هذا فى جنة عدن حيث خلق الإنسان فى أفضل صورة له جسد كامل خال من الأمراض والأسقام. " وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت" (تك17:2). ماذا كانت النتيجة إن كان آدم قد أطاع وصية الله هذه؟ لاستمرت حياتهم فى جنة عدن متمتعين بكامل الصحة بعيدا عن الأمراض والأسقام والآلام والموت.
هذا لأنهما خلقوا بقصد أن يحيوا بهذا الجسد للأبد. فالله قصد لهم الحياة بهذا الجسد للأبد لذا وضع لهم شجرة الحياة ليأكلوا منها لأنهم إن أكلوا منها سيحيوا للأبد. لكن بخطيتهم وسقوطهم فى جنة عدن تغيرت الحياة. جيل بعد جيل يعاني من الأمراض والآلام والأسقام وفى النهاية يرجع جسده إلى التراب الذي أخذ منه.
فلقد تمتع آدم وحواء بصحة إلهية فى جنة عدن قبل السقوط. وأتت الأمراض والأسقام والموت عليهم كنتيجة للخطية. المسيح افتدانا ليس فقط من الخطية لكن من الأمراض أيضا (الأمراض التي هي نتيجة للخطية) المسيح أعطانا فداء مزدوج للعنة مزدوجة.
● الشفاء الإلهي في العهد القديم:-
الله أعطى لشعبه عهود شفاء في العهد القديم: "عهد الشفاء"
"فقال إن كنت تسمع لصوت الرب الهك و تصنع الحق في عينيه وتصغي إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك فاني انا الرب شافيك" ( خر26:15 ). هذا العهد الذي قطعه الله مع شعب إسرائيل لم يكن عهد للشفاء فقط بل كان عهد أعظم من عهد الشفاء. كان عهد للصحة ليس فقط الشفاء من الأمراض لكن لا تأتي عليك الأمراض .
فى الليلة التى ترك فيها شعب إسرائيل أرض مصر أعلن الله عن أعظم خطة للفداء لينقذ بها الإنسان من اللعنة. لقد تطلب هذا ذبح حمل لأجل كل بيت ورش الدم على قوائم الأبواب. هذا كان ظل لفداء المسيح الذي قدمه عن الخطية. لذا عندما قدم الله عهد الشفاء هذا، قدمه على أساس الكفارة. على أساس الفصح الذي صنعه لهم في أرض مصر.
هذه الصورة اتضحت جدا فى المسيح. فهو حمل ليس فقط خطايانا لكن أمراضنا أيضا. وهذا يتضح جدا فى (متى16:8) "ولما صار المساء قدموا اليه مجانين كثيرين فاخرج الارواح بكلمة و جميع المرضى شفاهم لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل هو اخذ اسقامنا و حمل امراضنا " . إن حمل المسيح خطايانا فلا داعي لنا أن نحملهم مرة أخرى. وأن كان هو أيضا دفع ثمن أمراضنا وحملها فلا داعي لنا أن نمرض مرة أخرى.
فالشفاء الإلهي والصحة الإلهية مرتبطة ارتباط وثيق بكفارة المسيح وفدائه . لقد دفع ثمن خطايانا و أمراضنا لذا لا داعي لنا أن نحملها مرة أخرى.
وفي (خر16:15) "فقال إن كنت تسمع لصوت الرب الهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي الى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك فاني انا الرب شافيك" ونجد أربع شروط لهذا العهد:
1. تصغي جيدا لصوت الرب.
2. تفعل كل ما هو حق أمامه.
3. تصغي وتستمع لوصايا الرب.
4. تحفظ كل فرائضه وأحكامه.
وهذه الشروط واضحة جدا. الكثير لا يريد أن يبذل بعض الجهود ليفعل ويتمم هذه الشروط وبعد ذلك يبرران الأمراض هي مشيئة الله. الكثيرون بدلا من أن يجتهدوا ليتمموا هذه الخطوات ويمارسوا إيمانهم لأجل الشفاء يختاروا طريقا أسهل ويقول "هذه هي مشيئة الله". تعلن أن مشيئة الله هي المرض أسهل بكثير من ان تجتهد وتطيع وصايا الرب وتسلك بالمحبة و تمارس إيمانك.
والبعض يعتقد أن هذا العهد المذكور فى (خر15) يعدهم بتحرير وشفاء عندما يمرضون. فهو بمثابة لهم تأمين ضد الأمراض. وهو بالفعل كذلك. فإن كنت مريض يضمن لك الشفاء. لكنه يقصد أكثر من الشفاء. يقصد أنك عندما تطيع الرب تماما فلن تختبر المرض في حياتك. ستتمتع بصحة إلهية ومن يتمتع بالصحة لا يحتاج للشفاء. لذلك ليكن توجهك دائما ليس أن تحصل على الشفاء فقط عندما تمرض بل تتمتع بصحة وقوة إلهية.
والعهد الثاني في (خر25:23) "انما تعبدونني أنا الرب إلهكم فأبارك طعامك وشرابك وأزيل الأمراض من بينكم (26) فلا تكون مجهضة ولا عاقر في ارضك وأمتعك بكامل عمرك."
فالله أعطانا وعد قاطع أنه إن أطعنا كل وصاياه فلن يسمح لمرض واحد من الأمراض التي تأتي على أهل العالم أن تصيبنا. لذا عندما نعبد الله بحق ويبارك خبزنا ومائنا ويزيل الأمراض من وسطنا.
ويؤكد الله عهده للمرة الثالثة في (تث15:7) "ويرد الرب عنك كل مرض وكل أدواء مصر الرديئة التي عرفتها لا يضعها عليك بل يجعلها على كل مبغضيك".
فللمرة الثالثة يؤكد الله وعده للشفاء والصحة الإلهية. (الصحة بركة – والمرض لعنة)
(تث 8 ) يعلن بوضوح أن الشفاء الإلهي بركة ويعلن أيضا أن المرض لعنة وهذا يضاد تماما الرأي الذي يؤكد أن الله يرسل الأمراض على شعبه كبركة . وبهذا تتضح كيف أن تعاليم وآراء الناس قد أبطلت وصية الله .
(تث 28) تعد قائمة بالأمراض المختلفة التي تأتي على شعب الله عندما يرفضوا أن يستمعوا ويحفظوا وصاياه.
* تعليم العهد الجديد عن الشفاء الإلهي :-
لقد وجد المرض في كنيسة العهد الجديد لكنها لم تكن شىء ممدوح , لكن الحقيقة اعتبرها بولس أنها إيضاح عن وجود أخطاء خطيرة فى الكنيسة (1كو29:11-30) " لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون " بولس أضاح أن سبب وجود بعض من أعضاء الكنيسة مرضى كان سبب تجاهل أخطاء جسيمة . ليس على أساس بركة من الله . لقد كان أهل كورنثوس لا يميزون جسد الرب . لم تكن عندهم معرفة كافية أن جسد المسيح قد كسر لأجل أجسادهم . لم يكن لديهم إدراك أن المسيح حمل أسقامهم وأمراضهم فى جسده ولأجل هذا السبب وجد كثيرون مرضى وضعفاء وكثيرون يرقدون ( الجميع لابد أن يرقدوا لكنه يقصد الموت المبكر) هذا بسبب عدم تميز جسد الرب.
فأنه أمر هام أثناء الشركة أن كل مؤمن لا يميز فقط كأس الرب أنه سفك لأجل إزالة الخطايا بل جسد الرب أيضا باعتباره انه كسر لأجل اجسادنا .
فمشيئة الله لكل مؤمن فى الصحة والازدهار ، ومن أفضل شواهد العهد الجديد التى تعبر أن مشيئة الله لكل مؤمن هى الصحة والازدهار هو(3يو2) "أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحا وصحيحا كما أن نفسك ناجحة"، يوحنا الرسول الذي كان يتكئ على صدر المسيح- أدرك حقائق روحية- أدرك مشيئة الله تجاه كل مؤمن وهي الصحة والازدهار النجاح . يوحنا أدرك أن المرض هو لعنة والصحة هى بركة وعلى هذا الأساس صلى هذه الصلاة المذكورة فى (3يو2). لقد سمع يسوع وهو يعلم أن المرض هو أعمال إبليس وأن يسوع أتى لينقض أعمال إبليس – "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه" (أع38:10) "من يفعل الخطية فهو من ابليس لان ابليس من البدء يخطئ لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس" (1يو8:3) لقد أضاح يوحنا أن الصحة الإلهية والحالة الاقتصادية المتوازنة ليس للمؤمنين العصاه- الذين يطلبون بأنانية- لكن هذه الكلمات وجهها لشخص كتب عنه أنه يسلك بالحق- يطيع الحق- الحق ثابت بداخله ويسلك بالمحبة .
فكلا العهدين الجديد والقديم يعلم عن الصحة والشفاء الإلهي. والرسول يوحنا يود فوق كل شىء- لكل مؤمن أن يزدهر ويتمتع بصحة جيدة . هذا فقط لمن يسلكون بحسب الحق لمن يطيعون الحق . الفشل فى السلوك بحسب الحق يفقد الجسد صحته .
● مفهوم الشفاء الإلهي "مسحة المرضي":-
(يع 15،14:5) "أمريض أحد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له"
الرسول يعقوب هنا يتحدث عن المرض الشديد حيث أن كلمة مريض جاءت في النص اليوناني بمعنى "بدون قوة". وهنا يقوم هذا المريض بدعوة شيوخ الكنيسة، ثم يقوم هؤلاء الشيوخ بدهن المريض بزيت باسم الرب ويصلوا عليه، والزيت هنا رمزاً لعمل الروح القدس بالرجوع لسفر (لا10:8-12) (أع38:10) فإن الروح القدس هو الذي يتمم الشفاء الإلهي، والشيوخ صلون من أجل شفاء المريض الجسدي.
وصلاة الإيمان تشفي المريض، ولكن ليس معنى ذلك أن كل من يصلي من أجله الشيوخ يشفي، ولا نلوم هنا الشيوخ أو المريض لعدم إيمانهم، فإن عدم الشفاء في بعض الأوقات لا يكون لعيب في شيوخ الكنيسة أو المريض نفسه، إذ أنه لحكمة تسمو فوق إدراكنا، تكون إرادة الله هي عدم شفاء المريض. لكن في مرات كثيرة يكون عدم الإيمان ناتجاً من شيوخ الكنيسة أو الشخص المريض، فقد تكون هناك خطية غير معترف بها في حياة المريض أو هناك درس لم يتعلمه المريض بعد. فإن تعاليم الرسول يعقوب عن الشفاء الإلهي ليست مجرد أقوال، لكن الوعد بالشفاء صادق وأكيد في وقتنا الحاضر.
● لكن هل استعمال الدواء خطأ:-
فهل الذي يؤمن بالشفاء الإلهي يخطئ حينما يلجأ للدواء؟ يذكر الكتاب المقدس أمثلة كثيرة للشفاء، بعضها كانت عن طريق الصلاة بدون دواء، والبعض الأخر بواسطة الدواء. فمثلاً لقد أمر الله إشعياء النبي ليذهب إلى حزقيا في مرضه ليقول له: "هكذا يقول الرب إله داود أبيك قد سمعت صلاتك قد رأيت دموعك هأنذا أضيف إلى ايامك خمس عشرة سنة" (اش 5،4:38). وفي عدد 2 من نفس الاصحاح نقرأ أن إشعياء قال: "ليأخذوا قرص تين ويضمدوه على الدبل فيبرأ". فإن ربنا يسوع نفسه قد استعمل وسائط في الشفاء في بعض الأحيان، فلقد صنع طيناً ووضعه على عين الأعمى. والرسول بولس يكتب بالوحي إلى تلميذه تيموثاوس قائلاً: "لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تي 33:5).
إذاً فاستخدام الأدوية والوسائل البشرية، واللجوء إلى الأطباء في حالات المرض لا يتعارض إطلاقاً مع الإيمان " فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً للكنيسة " (أف 29:5) أما اللوم الذي وجهه الروح القدس للملك آسا في العهد القديم لأنه في مرضه لم يطلب الرب بل الأطباء (2أخ 12:16) فلا يرجع إلي أن طلب الأطباء أمر خاطئ أو خطية ، بل لأن أطباء عصره كانوا دجالين ومشعوذين. وقد يتعسف البعض لدرجة أنهم يخافون من ارتكاب خطيئة لا تغتفر حينما يستعملون الدواء في مرضهم ، وهذه الأفكار خاطئة وغير كتابية.
● موجبات أساسية ومفاتيح لتحقيق الشفاء:-
توجد ثلاث موجبات أساسية لتحقيق الشفاء:
أولاً: الحياة بحسب كلمة الله: لابد أن نعيش ونعرف ماذا علم الكتاب المقدس بهذا الصدد أقرأ" (مر 5: 22 – 24) و(25-43 ) و(لوقا 7: 11-15) و(يوحنا 11: 1-44) هذا هو الرب يسوع، فهو يغير الرجال والنساء ويشدد الأيادي المرتخية والركب المرتعشة ويسند خائفي القلوب" (عبرانين 12: 12) إن كنا نريد أن نحصل على الشفاء، فلا بد أن ندرس الكلمة المكتوبة "أي الكتاب المقدس". إن المسيح كلمة الله هو السر الأول وراء تحقيق الشفاء. ما أكثر الناس الذين يطلبون الشفاء دون معرفة المسيح كلمة الله الحي أو دون معرفة الكتاب المقدس كلمة الله المكتوبة.
ثانياً: السير بالإيمان:
كثيراً ما يعتقد الناس أن الله دعاهم إلي المعاناة والبؤس، ولا تكون لديهم رغبة في محاولة تغيير ما يظنون أنها إرادة الله. إن الله نفسه لم يتغير، وإنما هو يغير المشاهد على مسرح حياتنا. إن الإيمان المسيحي يتحدى الصعاب. والإيمان المسيحي يجعلنا نغلب الشرير والعالم. (ملاخي 3: 6 ). إن أحد الخصائص المتميزة في المسيح أنه يدعو المستحيل ليصير ممكناً (متي 14: 28 ). ولكن للأسف يترك بعض الناس رب المعجزات يجتاز بجوارهم دون أن يطلبوا عمل معجزة. إن يسوع حي وموجود، فلماذا نحيا وكأنه غير موجود؟ وإن كان هناك شاف فلماذا لا نطلب منه الشفاء؟ إن حياة الإيمان هي نوعية الحياة التي أرادنا الله أن نحياها، فالله يصنع معجزات لهؤلاء الذين يسيرون في طريق الإيمان وهكذا خطط الله لحياتنا، أن نحيا معتمدين على كلمته وقوته التي تصنع المعجزات "إيماننا هو في يسوع صانع المعجزات، وليس في المعجزات ذاتها، فالإيمان يعني أن نستمر في الإيمان به حتى لو لم يشفيني أولم تحدث المعجزة التي أريدها. "فإن الإيمان يعني أن نثق في الله أكثر من ثقتنا بأنفسنا، وأكثر من إدراكنا وفهمنا. والإيمان الحقيقي هو في يسوع وفيما قاله، وفيما يقوله وفيما يفعله.
ثالثاً: السلوك في الطاعة:
فنحن لا نختبر العديد من معجزات الشفاء لأننا لا نطيع صوت الله . تقودنا الطاعة لمنبع القوة حتى تسري فينا. إن الطاعة عنصر مهم جداً للحصول على الشفاء الإلهي. فلا يجب أن نتوقف أبداً عن تنفيذ الأوامر الإلهية. إن طريق الطاعة هو دوماً طريق البركة.
الوصفة الإلهية للحياة والصحة : (أمثال 4: 20)
"يا ابني أصغ إلي كلامي أمل أذنك إلى أقوالي. لا تبرح عن عينيك. احفظها في وسط قلبك لأنها هي الحياة للذين يجدونها، ودواء لكل الجسد".
آمرين يجاهد الإنسان لأجلهما فوق كل شئ، وهما الحياة والصحة. أعطانا الله في كلمته الطريق الذي يصلنا إليهما. لقد سبق أخبرنا أن كلمته هي الطريق الوحيد للحياة. فكلمته المكتوبة أعطيت لتعلن لنا الكلمة الحية، ربنا يسوع المسيح.
يقول يسوع في (يوحنا 10: 10) "أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة، بل ملء الحياة ". هذا هو السبب الذي من أجله جاء يسوع: كي يعطي الإنسان حياه.
فقد تقابل يسوع ذات يوم مع رجل أبرص كان يصرخ ويقول يا سيد، إن كنت تريد، فأنت قادر أن تطهرني" (متى 8: 2) أجابه يسوع وقال "أريد". جواب يسوع كان جواب أبدى (لم يكن جواب وقتي لهذه المناسبة فقط). هذا هو الله يتكلم. قال له يسوع : "إني أريد فأطهر" فشفي الرجل. وللآسف، لم يتعلم الكثيرون، أننا يمكننا أن ننال الشفاء اليوم من خلال الكلمة، التي هي يسوع المسيح.
في زمن وجود الكلمة المتجسد، ربنا يسوع المسيح، علي أرضنا هذه يذكر عنه الكتاب المقدس أنه كان "يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت 23:4). وعندما ارتفع ربنا عن الأرض بعدما مات وقام، أرسل روحه القدوس ليقيم في وسط الكنيسة وليستخدم بعض أعضائها أدوات لشفاء البعض الآخر (يع 15،14:5).
عصر معجزات الشفاء الإلهي لم ينتهي بعد، بل بالعكس، فلقد اتسعت دائرتها من الدائرة الضيقة لشعب الله في القديم إلي الدائرة الواسعة التي لكنيسة المسيح في كل أنحاء العالم.