كتبها  Oliver
يا سيد سمعنا كثيرا عن وليمتك.وصلت  أذاننا أناشيد من وسط السحب.بروق ومضت من بين أنوارك.الملكوت الذى لم نره يرانا.المجد الذى لم نناله نال منا.رأينا بأعيننا العجل المسمن داخل إلى سماءه سماءك.الوليمة الغالية فوق مستعدة و أنا بالأسفل أنتظر الفتات.

فى أيام العطش تنزل من مائدتك قطرات الندى المبكر و المطر المتأخر.تجعل إطفاء ظمئنا مهمتك و نحن مرتمين اسفل مائدتك بكل الرجاء.إستجابة الصلوات تبهرنا و عجائبك تروينا.لمسات نعمتك المرطبة تبرد القلوب.زيارات نعمتك تذهب العطش من قسوة الحياة و تأتي بعطش جديد إلى ملكوتك.

فى أيام الجوع تأتى الفتات .تأتى حتى أفواهنا .فيها طبع الأبدية الصخرى.كل الأيام نأكل منها و لا تنتهى.فتات مائدتك أغزر من المن الذى أسقطته على الشعب التائه فى القفر.جعلت أيام الجوع للشبع.لم تدعنا نبيت بلا طعام من يدك السخية.فإن كانت الفتات تشبعنا  لكننا بها نجوع إليك أكثر فأكثر.

فى أيام أوجاعنا لم تختف,جاء الطبيب السماوى الذى لا يخطيء  تفسير الأيام و الأحداث.كشف سر اوجاع الأرض و من مائدته المتسعة وهبنا أدويته.كل ما  ينقص الجسد و النفس و الروح يداويه و يكمله.يدك متى إمتدت فالراحة آتية آتية و السلام حتماً يسود و لو  تعالى الأتون سبعة أضعاف,روح الشفاء  أعظم من كل الآلام.

فى أيام أحزاننا يهب نسيم ليس من الأرض و في النسيم ملائكة كثيرة.يحف النسيم بالوجوه كأنك تلمس الخدود بالرقة التى فيك.كأنك تمنح الموتى قبلات الحياة.تأتى من مائدتك تعزيات للمنطرحين تحتها.تأتى كلماتك فتملأ كل الفراغات.حتى صرنا نرى الشيطان يتعذب تحت مائدتك لندرك أنك تقضى على مصدر الأحزان.

فى أيام البركات نرى خدامك يبنون لك مذابح.فى القلوب يضعونها.و تصعد  صلوات لم نتعلمها من إنسان بل من الرب الروح.بخور بخور كثيرة رائحة المسيح الزكية تمنحها قبولاً علوياً.يفرشون المائدة ههنا و العجل المسمن قادم من عند الآب.يضعون لفائف الفضائل و جدائل البر على رؤوسهم .فى أيام البركات تتألق السمائيات قدامنا و نتألق قدام السماء بالنعمة.طالت علينا أيام البركات فعجزنا عن الشكر اللائق.إمتلأت السنة بالبركات فلأجل ماذا نطلب.ليس لنا سوى  الشكر لك و التمجيد.

لأن كل الأيام منك  فليكن لك أفخرها.خذ كل المجد فيها و بالعجائب تكون لك شهادة القلوب.إلى الجبل,إلى الجبل هناك رايات الشعوب التي إختبرتك .يجولون رافعين إسمك.قدامهم نار آكلة و خلفهم تلهث  الوحوش بلا جدوي.ترتدى الكنائس ثوب فخر و بإتضاعها تتخطي التجارب.خذ من وسط كل جيل يهوذا الخائن.لكي تبقي أمانتك كل الأيام بلا مساس.فهو و إن صدع رأس الكثيرين إلا أنه بنفسه يقضى علي نفسه.هكذا رأينا و سنرى يدك الممدودة من قبل الزمان إلى هذا الزمان.

حين ينفتح الستار و تنكشف المائدة الأبدية فليس ينفعنا سوى أن تسترنا.بدمك تمحو كل خطايانا فلا يصيبنا العار بل بك وحدك ننال المجد الأبدي.حين تنكشف أعمالنا   فلنا أنت وسيط رافع خطايا العالم كله .تحلنا من كل خطية و تمحو عارنا فلا يدوم لنا إلا حضنك.نعترف اليوم قدامك أننا خطاة و غداً تتوسط أنت قدام أبيك أننا شعبك.نتضرع إليك و بك وحدك  لكي تجعلنا أهلاً للنجاة متى رأيناك قادماً على سحاب السماء.

كل سنة جديدة هي بعضاً من فتات الأبدية,نعمة جديدة تمنح فيها للقلوب شوقاً لم يحدث من قبل. و بالحكمة النازلة منك تقودنا للسير بلا تردد في طريق واحد يأخذنا لملكوتك.إنها سنة الملكوت.يملأنا فيها إنجيلك.بالحب   نتشبع .تتسلق صلواتنا السحب.بأربطة المحبة تصعدها إليك.كأننا أرواح فردوسية تنسي شقاء الأرض.كأننا في النعيم بلا هم.تصير الآلام بعضا من عطاياك و الصليب شيئاً من إحساناتك.بيدك ترفع يدى مع قلبي و عقلي لأحمدك.لأنه يوم غضبت إرتد غضبك سريعاً و سارعت لتعزيني .بصوتك نتعلم لغة الأبدية قبل الرحيل.تضع في أفواه الأطفال ترتيلة موسي و مريم لا تلق الدف من يدها.