ياسر أيوب
اللى يربط فى رقبته حبل ألف مين يسحبه.. مثل مصرى شعبى قديم له الكثير من المعانى وفيه الكثير أيضا من الدروس.. والحبل الذى يلفه بعض مسؤولى الرياضة فى مصر حول رقابهم هو الانبهار وأحيانا الانسحاق أمام أى خواجة.. مجرد أن مسئول أو حكم أو مدرب ملامحه لا تشبهنا واسمه غير أسمائنا نراه أقوى منا وأكثر خبرة وحكمة ويستحق أن يفرض علينا شروطه دون أن نراجعه ونناقشه.
وكانت تجربة التعاقد مع روجيه ميكالى فى ٢٠٢٢ لتدريب منتخب مصر الأوليمبى واحدة من حكايات الانبهار والانسحاق أمام الخواجة.. مرتب ضخم بالدولار وقبول بكل شروط الخواجة لمجرد أنه وافق على تدريب منتخبنا الأوليمبى.. وجرى تسويق هذا الضعف وقتها بالإشارة إلى أننا تعاقدنا مع المدرب الذى قاد البرازيل فى ٢٠١٦ للفوز بميدالية الذهب فى دورة ريو دى جانيرو الأوليمبية.
ولم نهتم وقتها بمعرفة كيف فاز ميكالى بميدالية الذهب التى كانت بطولته الوحيدة كمدرب.. فقد تعادل مع جنوب إفريقيا ثم مع العراق ثم فاز على الدنمارك. وعلى أستراليا فى دور الثمانية بضربات الجزاء وعلى السويد فى قبل النهائى بضربات الجزاء ثم فاز فى النهائى على ألمانيا أيضا بضربات الجزاء.. ولم نتابع مشوار ميكالى بعد دورة ريو ٢٠١٦.. أنهى الاتحاد البرازيلى عقده لسوء النتائج وفشل التأهل لنهائيات مونديال تحت ٢٠ سنة.
وتولى بعدها قيادة نادى أتلتيكو البرازيلى الذى استغنى عنه بعد سنة لسوء النتائج.. ثم قاد بارانا البرازيلى لخمسة أشهر ثم فيجورينسى لمدة شهرين فقط ثم كروزيرو لمدة تسعة أشهر وعاد وقاد بارانا شهرين فقط.. ووصفه الإعلام البرازيلى وقتها بمدرب يجيد تبرير هزائمه أكثر مما يصنع انتصارات.. وترك البرازيل ليقود الهلال السعودى لثلاثة أشهر فقط ثم خمسة أشهر مع الظفرة الإماراتى.
وجاء بعدها لتدريب منتخب مصر الأوليمبى.. ولست أناقش الآن المستوى الفنى لميكالى لكننى اتوقف فقط أمام مدرب بهذا التاريخ المضطرب وبعد فشل متكرر برازيلى وسعودى وإماراتى ورغم ذلك جاء لمصر ليطلب المرتب الأعلى فى تاريخه ويفرض شروطه أيضا.. وبعد سنتين قاد ميكالى منتخبنا الأوليمبى لمباراة الثالث والرابع فى دورة باريس الماضية.
وبعد خسارة قاسية أمام المغرب تمسك اتحاد الكرة السابق لسبب غير مفهوم وواضح وأسند إليه قيادة منتخب الشباب بثمانين ألف دولار فى الشهر كأكبر مرتب فى العالم لمدير فنى لأى منتخب شباب.. وكان من المفترض أن يستمر حتى دورة لوس أنجلوس ٢٠٢٨ لكن قرر اتحاد كرة جديد الاستغناء عنه مؤخرا.. وليست حكايتنا مع ميكالى وحيدة واستثنائية.. فهناك حكايات أخرى عن ثيران حولنا يستغلون الحبال حول رقابنا.
نقلا عن المصرى اليوم