الأب رفيق جريش
بعض المشاهد تأتينا من سوريا نشاهد فيها حكام سوريا الجُدد الذين اتخذوا «نيولوك» لتقديم أنفسهم للمجتمع الدولى، لذا بعض الناس تفاءلوا والبعض الآخر ينظرون بحذر وينتظرون تطور الاحداث، خاصة أن رجال الإدارة الجديدة هم من نصّبوا أنفسهم حكامًا على الشعب بدون أى اختيار ديمقراطى إلى الآن، فنأمل أن المؤتمر الوطنى للقوى السورية الذى سينعقد غدًا ٤ و٥ يناير الجارى يضع الأسس لكتابة دستور جديد للدولة وإعادة بناء المؤسسات الدستورية فيها والتى أعلن حكام سوريا أنها إجراءات قد تأخذ ٤ سنوات، ولكن فى هذه الأثناء نشاهد ما يقلقنا.

أولها توغل القوات الإسرائيلية حتى وصلت إلى مدينة القنيطرة وطردت المواطنين السوريين من مديرية التموين والمصرف العقارى والمخبز الآلى ومنعهم من العودة إليها وقيامها بتفتيش الناس والمنازل والمنشآت. كذلك ازدياد نشاط التواجد الأمريكى فى القواعد التى تسيطر عليها مثل قاعدة «خراب الجير»، كذلك نرى وجود قوات ومقاتلين أجانب خطر على مستقبل سوريا، فقد سمعنا أن الإدارة السورية الجديدة منحت ٣٨٠٠ من المجاهدين الأجانب جوازات سفر، ويتم تجنيسهم بالجنسية السورية، ألا يذكرنا ذلك بما فعله الإخوان مع الإرهابيين الذين ظهروا فى سيناء ومحاولة تجنيسهم لولا يقظة الجيش والشرطة المصرية فى ذلك الوقت... مجرد ملاحظة.

ومن مساوئ هؤلاء الأجانب أنهم قاموا فى عدة مناطق بحرق «شجرة عيد الميلاد» بمناسبة احتفال المسيحيين بعيد الميلاد فى ٢٥ ديسمبر الماضى والنتيجة أنه قامت مسيرات مسيحية حاشدة ورافعة للصور الدينية والصليب لإعلان رفضهم لهذه الممارسات كذلك البطاركة والأساقفة والكهنة هناك أعلنوها جليًا أن المسيحيين (١٠٪ من السكان) هم من أصل هذه الأرض وليسوا دخلاء وطالبوا بإعلاء شأن المواطنة فالخوف على سوريا فى الوقوع فى مستنقع الطائفية، خاصة أن هناك مجموعات مختلفة من دروز وشيعة وسنة ويزيديين وأكراد ومسيحيين وبعض هذه الطوائف لها عداوات تاريخية مع غيرها كان قد شجعها نظام الأسد ليستطيع أن يُحكم قبضته على الحكم حيث سياسة «فرق تسُد» هى التى كانت سائدة.

كلمة أخيرة بخصوص مصر، نشطت اللجان الإلكترونية للأشرار بعد الحكم الجديد فى سوريا فى بث شائعات وأخبار كاذبة بغية إضعاف مصر، متكلين على صغار النفوس والبسطاء، ولكن دولتنا واعية لذلك، وأنا أقول لهم إن الشعب المصرى «أخذ الفاكسين» فى السنة التى حكم فيها الإخوان المسلمين فى مصر ٢٠١٢ و٢٠١٣ وتحصن ضد شر هؤلاء فستظل مصر يدٌ واحدٌ مع جيشها وشرطتها وشعبها ولن يقوى عليها أحد.
نقلا عن المصري اليوم