د.أمير فهمى زخارى
نبتدئ بقصه المثل الأول وهو: [ جَوَّع كلبك يتبعك ]
قصة المثل اتبعه ملك مع شعبه فقتلوه بالاتفاق مع أخيه!!؟؟
- قيل لأول مره فى الجاهلية ، قائله أحد ملوك حمير اليمنية وكان عنيفاً على أهل مملكته ، جشعاً طماعاً يغصبهم أموالهم ويسلبهم ما فى أيديهم ، حتى أضحى القوم فقراء وليس فيهم غنى غيره.
فقالت له امرأته ناصحة : أرفق بقومك فإنى أخاف أن يصيروا علينا سباعاً بعد ما كانوا لنا أعواناً.
فقال لها : جوِّع كلبك يتبعك!!! وأقام فيهم على حاله هذه ، ثم غزا فيهم مرة فأصابوا خيراً كثيراً ، فأخذه كله كعادته ، فلقى القوم أخاه وقالوا له : لقد رأيتَ ما فعل أخوك بنا ، وإنا نكره أن يخرج الملك منكم إلى بيتٍ غيركم ، فأعنا على قتل أخيك وأجلس مكانه!!! فوافقهم فى طلبهم ، فوثبوا عليه جميعاً وقتلوه ، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول ، وكان قد سمع قوله : جوّع كلبك يتبعك.
فقال له : "ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم يشبعه" ، فصارت مثلاً هى الأخرى.
هو مثل عربى شهير ويُضربهذا المثل فى معاشرة اللئام وما ينبغى أن يعاموا به ، وقد يتخذه الكثيرون أسلوب وسياسية فى التعامل مع من يديروهم أو من هم أصغر منهم حتى يظلوا فى حاجة إليهم فلا يخرجوا عن أوامرهم.
وقصه المثل الثانى وهو: [سمن كلبك يأكلك]
قصة مثل “سمن كلبك يأكلك”:
بمحلة همدان، حين وجد صبيًا ملفوفًا، فرقّ له قلبه، فما كان منه إلا أن حمله، وسار به إلى منزله، وطلب إلى أمة أن ترضعه وترعاه، ولما كبر وترعرع في كنفه جعله راعيًا لغنمه، وأطلق عليه اسم “جحيشًا”، غبر أن جحيشًا هذا لم يحفظ الجميل، إذ كان من طبعه الزجر والنفور، وكان لحازم ابنة يقال لها “رعوم”، أحبت الغلام وأحبها، وكان الفتى ذا منظر وجمال، وفي يوم خرج جحيشا إلى الكلأ يرعى الغنم، فتبعته الفتاة،
دنا “جحيش” من “رعوم”، وأجلسها وأخذا يتبادلان الحب، وكانا يفعلان ذلك دائمًا حتى شعر الأب ذات مرة بغياب ابنته، وفطن لأمرها، ولما خرجت تبعها، ووصل إليهما، وهما على سوأة فقال حينها: “سمن كلبك يأكلك”، ويقصد بهذا “جحيشًا” الذي رباه وكبره فهتك عرضه، ولما شد سيفه ليقتل جحيشًا أفلت منه، وعاد إلى قومه همدان، وبعدها رجع إلى ابنته وهو يقول "موت الحرة خير من العرة"، وأُرسلت هذه المقولة مثلًا أيضًا، ولما وصل إليها وجدها قد انتحرت...
المثل يتحدث عن الغدر والخيانة وجحود الجميل، ويُضرب هذا المثل في الذي يُحسن إليه وهو ضعيف، حتى إذا قوي واشتد عوده غدر به؟؟؟!!!
والى اللقاء فى سلسله أصل المثل...تحياتى.
المصدر
- كتاب " المنتقى من أمثال العربية "
- مجمع الامثال : ابو الفضل النيسابوري
