د. أمير فهمى زخارى
كثيراً ما يضرب هذا المثل فى مواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء ، فيشبهم الناس بالإخوة لأنهم يقفون إلى جوار بعضهم البعض ، ولا يتخلى أحدهم عن الأخر ، ولكن قد تتعجب كثيراً إذا علمت أن أصل المثل لم يضرب فى واحد من تلك المواقف التى يتكاتف فيها الأصدقاء ، بل على العكس ضرب كنوع من الهجو والسب لرجل وامرأة فى زمن الحكيم لقمان.
- يقال أن أول من أطلق هذا المثل هو لقمان الحكيم ، الذى حباه الله سبحانه وتعالى بفصاحة اللسان وحكمة العقل ، والقصة تحكى أن لقمان مر ذات يومً بخيمة تجالس فيها امرأة رجلاً ، فطلب منهم أن يشرب ، فأسقته المرأة وبينما هو يشرب لاحظ لقمان وجود طفل يبكى دون أن يهتم لأمره أحد .
فسأل المرأة لمن الطفل ؟ ولماذا يبكى ؟
فقالت : إنه لهانئ ، وهانئ هذا زوجها ، وهو لم يكن بالخيمة حينها
فسألها لقمان عن الشاب الذى تجالسه
فقالت : هذا أخى
فقال لقمان حينها حكمته الشهيرة : رب أخ لك لم تلده أمك.
وكان يقصد بذلك أنه فطن إلى أن الرجل الذى يجالسها ليس أخاها .
وفى المساء رأى الحكيم لقمان رجلًا يسوق غنمه متجهاً نحو الخيمة التى لجأ يشرب منها صباحاً ، فلما مر به لقمان دعاه الرجل لضيافته ، فشكره لقمان وقال له إنه أستسقى امرأته صباحاً فسقته ، وكان معها رجلاً تدعى أنه أخوها...
فقال الزوج للقمان : وما أدراك أنه ليس أخاها .
فقال له لقمان : لو كان من يجالسها أخاها لما جعلها تجيبنى نيابة عنه ، وبعد أن تأكد هانئ من صدق قول لقمان فيما حدثه به ، أنتقم لشرفه ، ومن وقتها أطلق هذا المثل على الصديق الذى يجالس صديقه دائماً ويكون له بمثابة الأخ الذى لا يتورع عن مساندة أخيه .
عرفتوا أصل قصة المثل [ رب أخ لك لم تلده أمك ] وعرفتوا بان أصل المثل لم يكن المقصود به المواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء,بل على العكس ضرب كنوع من الهجو والسب...
- المصدر
كتاب الميدانى مجمع الأمثال