مقالى عن الأزمة السورية.

سعيد عبد الحافظ
تواجه سوريا اليوم أزمة تعد هى الأقوى في التاريخ المعاصر حيث يمكن القول انها أزمة وجودية تقف على أعتاب تاريخ جديد ليس فقط لبلاد الشام بل للمنطقة بأكملها، فمرحلة ما بعد بشار في وجهة نظرى ستكون أكثر تعقيدا من مرحلة نظام الأسد وإبنه وهو النظام الذى حمل في طياته بذور فنائه بإعتماده على تغليب طائفة على حساب باقي الطوائف وأحتكر الثروة على حساب الطبقات الدنيا والوسطى فضلا عن تخلى نظام الأسد عن شعاره الأساسي بإعتباره نظاما عروبيا بتغيير بوصلته إلى إيران وتقطيع اواصر الصلة مع محيطه العربي،
 
فضلا عن اسباب أخرى كثيرة أدت لتهاوى طبيعى لبنيان نظام الأسد الذى لم يرتكز يوما على أعمدة  الدول الحديثة ،
 
إلا أن هذا لا يعنى بأية حال رغم إدانتنا لنظام الأسد فيما يتعلق بجرائمه ذات الصلة بحقوق الإنسان أن نقبل بأى بديل  حتى لو كان غير ملائم لمجرد انه قدم نفسه كبديل معارض لنظام الأسد، فالمعيار هنا هل يستطيع النظام الجديد تحقيق الأستقرار والعدالة للمواطن السورى والتى فشل في تحقيقها النظام السابق؟
وهل يستطيع النظام الجديد إقامة علاقات استراتيجية مع القوى الإقليمية والمجتمع الدولى تمكن سوريا من بناء بدائل حقيقية وإقامة دولة على أساس المواطنة بإعتبارها مناطا للحقوق والواجبات؟
 
والأهم هل يستطيع النظام الجديد  إدارة التعددية الطائفية في سوريا واستثمارها لبناء مجتمع متسامح يشارك الجميع في إدارة شئونه العامه؟
 
مجمل القول هناك مخاطر مشروعة للمشروع السورى الجديد ولعل اهمها 
 
وأولها هو التأثير الدولى والإقليمى على النظام الجديد في سوريا وإلى أى طرف سينحاز النظام السورى الجديد.