بقلم: أندرو اشعياء
«أين» تسأل عن المكان مع احتمال معرفة الزمان، و«متى» تسأل عن الزمان دون شرط معرفة المكان.. وكأنما طالبين بالثانوية العامة وخرج صوت تهليل في الشارع او المنطقة الساكنين فيها، فتسأل الناس «أين هذا الصوت» وليس «متى» لتحديد مَن الفائز حسب تحديد المكان..

ولهذا يُقال أن هيرودس الكبير لما سمع عن ميلاد ابن كاهن جليل (يوحنا ابن زكريا) خصوصًا بطريقة ولادته وظهور ملاك لأبيه وعن عقر اليصابات، مع مجيء المجوس لأورشليم وسؤالهم، ظن سرًا ان هذا الطفل (يوحنا) هو «ملك اليهود» فخاف منه جدًا. وبالتالي كان سؤاله بناءً على شك داخله ( بخصوص يوحنا) لا عن استفهام!! « أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» (انجيل متى2: 4) اذ كان يسأل هل هذا الطفل هو المسيح ؟ فاضطر كالناكر خوفه أن يسأل عن «أين» ولم يسأل أولًا «متى» إذ عرف مكان يوحنا فأراد التحقق من المكان أولًا من رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، ثم بعد ذلك تحقق من الزمان مم المجوس « حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.» (انجيل متى2: 7).. وقد ارسل للتو لزكريا يسأله عن الصبي، فعاد زكريا ليُحضره، وقبل أن يصل للبيت وصل مُرسل واخبر اليصابات فأخذت الطفل إلى قفر الزيفانا فاضطر زكريا ان يحتمي بالهيكل خوفًا من بطش هيرودوس، وقُتل هناك (ورواية اخرى تقول انه هو الذي اخد الصبي للهيكل ليحتمي هناك ويُقال انه سامه كاهنًا للوقت، وقُتل هناك مع ان احتمال قتله بين الهيكل والمذبح احتمال ضعيف جدًا جدًا. وقد اخذ ملاك، مِن على المذبح، يوحنا)

وربما هذا ما قاد هيرودوس انتيباس فيما بعد ان يخاف يوحنا نظرًا لتقدير الشعب ليوحنا ولخلفية انتيباس عن خوف هيرودوس الكبير من يوحنا بالتحديد.. «لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ» (انجيل مرقس6: 20)