ديڤيد ويصا
في فترة الآباء الرسوليّين (واللي بتمتد تقريبًا لأواخر القرن التاني)
كتب القديس إغناطيوس (أسقف كنيسة أنطاكية في الشرق) ..
مجموعة من الرسايل لكذا كنيسة في أسيّا الصغرى (تركيا حاليًا) ..
وكان بيشجّعهم فيها انهم يلتفّوا حوالين الأسقف ويخضعوله ..
لأن كان فيه انشقاقات كتير بدإت تحصل في كنايس ..
فالقديس إغناطيوس كان بيحاول يجمّع الكنيسة تحت الأساقفة ..
المُعيّنين من الرُّسُل والمشهود ليهم بالتقوى واستقامة الإيمان ..
فكان تنظيم الكنيسة في الشرق بدأ يكون أسقف وشيوخ وشمامسة ..
وكتب الرسايل دي وهو في طريقُه للإعدام في روما ..
وكان خايف على الكنايس من الانشقاق!
--
في الغرب كان الموضوع مختلف شويّة ..
لأن مكنش الانقاسامات بدإت تحصل للدرجادي ..
فكانت القيادة في الكنيسة جماعيّة ..
وده بنشوفه في رسالة بعتها القديس كليمندس (أسقف كنيسة روما) ..
للكنيسة في كورنثوس بسبب انشقاقات حصلِت فيها (زي أيّام الرسول بولس) ..
بيبتديها ب:
"من كنيسة الله المُغتربة في روما، إلى كنيسة الله المُغتربة في كورنثوس"
على عكس رسايل إغناطيوس الشّخصيّة اللي دايمًا بتبتدي بعبارة:
"إغناطيوس حامل الأيقونة الإلهيّة، إلى كنيسة [كذا] في آسيّا"
--
من ناحية التوجُّه البروتستانتي ..
أندرو مولر في كتابه "مختصر تاريخ الكنيسة" ..
بيتّهم إغناطيوس ان هو السبب في انه يحُط السلطان ..
في إيد الأسقف باعتباره السُّلطة الوحيدة في الكنيسة!
ومن ناحية الكنايس التقليديّة ..
مش بنلاقي في الوقت ده التنظيم الهرمي للإكليروس والكهنة ..
بكل السُّلطات الممنوحة ليهم، أو الانفراد بممارسة الأسرار الكنسيّة!
--
لكن اللي يقرا خلفيّة رسايل إغناطيوس ..
يعرف ان ده مكنش هدفُه ولا موضوعه ..
لكن كان هدفه بس انه يجمع الكنيسة ..
تحت قيادة موحَّدة عشان يحميها من الانقسام ..
وعُمره ما افترض ان الأسقف ده إله مش بيغلَط ..
ولا ادّالُه صلاحيّات بدون حساب!
والتطوّر ده في نظام القيادة بنشوف بداياته في الرسايل الراعويّة ..
اللي بولس بعتها لتيموثاوس (أسقف أفسس)، ولتيطس (أسقف لكريت)
ونصحهم انهم يعيّنوا أشخاص موثوق في استقامتهم، لما قال:
"وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين، أودِعه اُناسًا أمناء ..
يكونون أكفاء أن يُعَلّموا آخرين أيضًا." (٢تيم٢:٢)
"تقيم في كل مدينة شيوخًا كما أوصيتك." (تي٥:١)
وكمان ادّاهم شروط اختيار الأسقف والشمامسة (١تيم٣؛ تي١)
--
الخلاصة:
القيادة ضروريّة ومهمّة وكتابيّة وآبائيّة ..
لكن المهم ان القائد يكون أمين ومستقيم ..
ويكون خاضع للكنيسة ولبقية الكنايس ..
مفيش حاجة اسمها قائد فوق المحاسبة ..
ومفيش حاجة اسمها خضوع أعمى بدون تمييز ..
ومفيش حاجة اسمها جماعة مسيحيّة خارج الكنيسة مع نفسها!
ديڤيد ويصا