ياسر أيوب
الرغبة فى الحياة والقدرة على الحب والتمسك بالأمل.. قد تصبح أحيانًا أهم من أى جراحة أو علاج كيماوى لمرضى السرطان.. وحين فازت لاعبة التنس الكندية جابرييلا دابروفسكى فى يونيو الماضى مع زميلتها النيوزيلندية إيرين روتليف بجائزة المركز الثانى للزوجى فى بطولة ويمبلدون.. ثم حين وقفت فى أغسطس الماضى فوق منصة التتويج لتتسلم ميداليتها البرونزية فى دورة باريس الأوليمبية الماضية.
لم يكن هناك مَن يعرف وقتها بإصابة جابرييلا بالسرطان.. وظلت إصابة جابرييلا بالسرطان سرًّا حتى قررت منذ خمسة أيام فقط أن تحكى ما جرى وكيف قاومت مرضها وانتصرت عليه أيضًا.. فمنذ اثنتين وثلاثين سنة وُلدت جابرييلا فى العاصمة الكندية أوتاوا لأبوين من أصل بولندى.. وبدأت تلعب التنس وهى فى الثامنة من عمرها.. وفازت بثلاث بطولات جراند سلام للزوجى.
رولان جاروس 2017 وأستراليا المفتوحة 2018 وأمريكا المفتوحة 2023.. وكانت أول لاعبة تنس كندية تفوز بإحدى بطولات جراند سلام.. وقبل أن تشارك جابرييلا فى بطولة أمريكا 2023.. فوجئت بورم صغير فى أحد ثدييها، لكن أخبرها طبيبها أنه ليس هناك ما يستدعى القلق، وبهذا شاركت فى البطولة وفازت بها أيضًا.. وبعد البطولة بأشهر قليلة.
أجرت فحوصات جديدة فى إبريل الماضى أكدت إصابتها بالسرطان، وأخفت الأمر عن معظم مَن يعرفونها داخل وخارج ملاعب التنس.. وأجرت جراحتين فى مستشفى مايو كلينيك فى مدينة جاكسون فيل بولاية فلوريدا.. ولم تستكمل جابرييلا علاجها الطبى، لكنها لجأت لعلاج آخر هو أن تعود إلى ملاعب التنس.. شعرت أنها فى مواجهة السرطان لا تحتاج إلى دواء أو علاج كيماوى قدر احتياجها لإثبات أنها لا تزال تعيش وتلعب وأن كل أحلامها لا تزال ممكنة.
وعادت جابرييلا إلى ملاعب التنس دون أن تخبر أحدًا بإصابتها، وشاركت فى بطولة نوتينجهام مع زميلتها إيرين روتليف.. ولم يكن فوزها بالبطولة مفاجئًا لأحد إلا جابرييلا نفسها التى عادت بالفعل إلى الحياة من جديد وإلى الحلم الذى كان علاجها الحقيقى.. واستمرت جابرييلا تتعاطى علاجها الذى اختارته لنفسها، فشاركت فى ويمبلدون وفازت بالمركز الثانى.. وشاركت فى دورة باريس وفازت بميدالية البرونز.
وبعدها عادت جابرييلا إلى أطبائها تستكمل علاج الطب بعد أن استعادت حياتها وأحلامها واللعبة التى تحبها.. ولم يكن جديدًا أو استثنائيًّا ما قامت به، حيث يؤكد الطب وأهله دائمًا عدم جدوى أى علاج إن فقد المريض الأمل والرغبة فى البقاء والحياة.. وأخيرًا قررت جابرييلا أن تحكى حكايتها لأنها أرادت أن تنقل تجربتها إلى الناس وتمنح الأمل لكل مَن أوشكوا على الاستسلام لليأس.. وتناقل إعلام العالم حكايتها بمزيد من التقدير والاحترام.
نقلا عن المصرى اليوم