ديڤيد ويصا
القديس يوستينوس (الفيلسوف والشَّهيد) ..
واللي مات شهيد سنة ١٦٥م تقريبًا ..
كتب رسالة دفاع عن المسيحيّين، بعتها لامبراطور روما ..
وبيشاور فيها على ملامح مهمّة وضروريّة لينا ..
عن شكل العبادة ونظامها في الكنيسة الأولى ..
بيقول ان الكنيسة كانت بتجتمع للعبادة كل يوم أحد ..
والاجتماع بيبدأ بقراءة "مُذكّرات الرُّسُل"، يعني البشائر الأربعة ..
أو من "كتابات الأنبياء"، يعني أسفار العهد القديم ..
وبعدين "الرئيس"، اللي هو غالبًا الأسقف ..
بيوعظ الحاضرين في الكنيسة بحسب اللي قروه ..
وبعدين يصلّوا ويبتدوا ممارسة العشاء الربّاني (الإفخارستيا) ..
وده بيكون بإن الرئيس بيصلّي ويشكر "على قدر استطاعته" ..
وبعدين الإفخارستيا تتوزّع على الحاضرين ..
والشّمامسة بعدها بياخدوا منها لبيوت الناس اللي غابوا عن الاجتماع ..
وكمان في الاجتماع بيجمعوا عطاء مادي من الحضور الأغنياء ..
عشان يتوزّع على الأرامل والأيتام والمحتاجين (دفاع ٦٧:١)
--

شكل الاجتماع ده مشابه جدًّا لاجتماعات الكنائس الپروتستانية ..
لكن القديس يوستينوس بيقول عن الإفخارستيا حاجتين مُهمّين:
أولها، إن الإفخارستيا كانت خبز وخمر وماء ..
وده يمكن مشابه للي بنشوفه في قُدّاس الكنائس التقليدية ..
في أكواب الميَّة اللي بتبقى موجودة بعد القدّاس ..
واللي بتتسمّى "صرف المناولة"!

التانية، إنه بيقول:
"نحن لا نشترك فيهما كخبز وشراب عاديّين ..
فإن هذا الطعام الذي تقدَّس ..
بواسطة كلمات الصلاة التي قالها المسيح ..
يُغذَي جسدنا ودمنا، إذ هو جسد ودم يسوع المُتجسّد." (دفاع ٦٦:١)
--

أنا هكتب في الپوست الجاي تفاصيل أكتر عن الإفخارستيا ..
لكن يفرق معايا دلوقتي ان الكنيسة الأولى كانت بمنتهى البساطة ..
بتقول على الخبز والخمر "جسد ودم يسوع المُتجسّد" ..
بدون ما تحاول تشرح ده معناه إيه أو بيحصل ازّاي ..

إيمانًا منها باللي قاله الرب يسوع:
"هذا هو جسدي.. هذا هو دمي" (مت٢٦:٢٦-٢٨)
--

ده مش إيمان الكنائس التقليديّة بس، زي ما هو شائع ..
لكنه إيمان الكنائس اللوثريّة (اللي بتتبع لوثر) ..
وإيمان الكنائس المشيخيّة (اللي بتتبع كالڤن) ..
كلهم بيؤمنوا ان الإفخارستيا هي جسد ودم يسوع ..
وكلهم بيقولوا عليها سرّ، يعني منقدرش نستوعبه لكن بنختبر تأثيره في حياتنا ..
لكن اختلافهم في محاولة شرح السِّر ده بيحصل ازّاي أو معناه إيه!
التقليديّين بيؤمنوا ان فيه تحوُّل حقيقي بيحصَل للخبز والخمر!

اللوثريّين بيؤمنوا بحضور حقيقي وجوهري ..
لجسد ودم المسيح، من خلال الخبز والخمر!
الكالڤينيين بيؤمنوا بحضور حيّ روحي للرب ..
فيه بنتّحد بيه من خلال الإفخارستيا ..
وبيقول كالڤن "إننا نشترك في جسد المسيح ودمه"!
والتلاتة بيؤمنوا انه "مش مُجرَّد ذكرى"، زي ما فيه پروتستانت تانيين بيقولوا!
--

المصادر:
القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد، الدفاعان والحوار مع تريفون ونصوص أخرى. النصوص المسيحية في العصور الأولى، مجموعة من المُترجِمين (القاهرة: مركز باناريون للتُّراث الآبائي، ٢٠١٢)، ٩٤-٩٥.

چون كالڤن، مقالة قصيرة في العشاء المُقدَّس، ترجمة: چورچ صبرا (القاهرة: دار الثقافة بالتعاون مع كلية اللاهوت للشرق الأدنى، ٢٠٠٤)، ٢٣.
Gunther Gassmann, Scott Hendrix, Fortress Introduction to the Lutheran Confessions (Minneapolis, MN: Fortress Press, 1999), 112.
--
اللي حابب يشوف التنوُّع في مفهوم الإفخارستيا عند الپروتستانت ..

ممكن يقرا كتاب:
القس سهيل مسعود، عقيدة الإفخارستيا: تنوُّع في مفاهيم المصلحين (القاهرة: دار الثقافة).
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا