ديڤيد ويصا
بعد فترة الآباء الرسوليّين، بدإت فترة آباء الكنيسة ..
واللي هركِّز عليها بدايةً من القرن التاني، لحد الانقسام الأول ٤٥١م
وهدّي أمثلة لرؤيتهم للإفخارستيا باعتبارها من الأساسيّات ..
وزي ما قلت المرة اللي فاتت، وبحسب القديس يوستينوس:
في اجتماع الكنيسة يوم الأحد، بعد قراءة الكلمة والوعظ بيها ..
"الرئيس" (أو الأسقف) بيصلّي ويشكر على الخبز والخمر ..
نفس صلاة الشُّكر اللي قالها الرب يسوع ..
وكرز بيها الرُّسُل واستلمها بولس من الرب وسلِّمها للكنيسة (١كور٢٣:١١)!
--
العلّامة أوريجانوس (١٨٥-٢٥٣م)
وهو من مدرسة الإسكندريّة في الشرق، بيقول:
"نأكل أيضًا الخبز المُقدّم إلينا ..
ويصبح هذا الخبز بالصلاة [يعني صلاة الرئيس] ..
جسدًا مُقدَّسًا (يقصد جسد الرب) ..
يُقدّس من يشتركون فيه بإخلاص" (ضد كلسوس ٣٣:٨)
--
هيپوليتُس أسقف روما (؟-٢٣٦م)
وهو من كنيسة روما في الغرب، بيقول:
"يشكر [الأسقف] أولًا على الخبز ..
التقدمة التي يُسمّيها اليونانيّون: النموذج لجسد المسيح ..
والكأس.. النموذج الذي يدعوه اليونانيّون مثال الدم الذي سُفِك."
--
العلّامة ترتليان (؟-٢٤٠م)
وهو من قرطاچ في شمال إفريقيا، بيقول:
"الخبز الذي أخذه المسيح ووزَّعه على تلاميذه ..
جعله جسده، إذ قال: هذا هو جسدي" (ضد ماركيون ٤٠:٤)
--
القديس كپريانوس (؟-٢٥٨م)
وهو أسقف قرطاچ بردو، بيقول عنها انها:
"إظهار لذبيحه المسيح على الصليب ..
نحن نذكر ونشير إلى آلامه عندما نصنع الإفخارستيا ..
وعندما يدعو الرب الخبز.. جسده ..
وعندما يدعو الخمر.. دمه، فإنه يُوحّدنا" (الرسالة ٦٣)
--
أختم بمقولة العظيم القديس أثناسيوس الرّسولي (؟-٣٧٣م)
"هذا الخبز وهذا الخمر، هما ببساطة خبز وخمر ..
ولكن بعد أن تُقال الصلوات العظيمة والتّضرُّعات المُقدّسة ..
ينزل الكلمة [الرب يسوع] إلى الخبز والخمر، ويكون جسد الكلمة"
--
طبعًا فيه أقوال تانية للآباء كتير ..
لكن فارق معايا بس اؤكّد على النَّظرة المتّسقة تقريبًا ..
عند الآباء في الشَّرق والغرب وشمال إفريقيا ..
واللي بتؤكّد نفس الفكرة، إن الإفخارستيا هي جسد ودم الرب ..
وكمان بتفكّرنا وبتشاور على آلامه على الصليب ..
وربط السِّر ده بصلاة الأسقف اللي فيها بيكرّر ..
صلاة الرب يسوع وهو بيؤسّس السِّر العظيم ده ..
بدون محاولات فلسفيّة أو علميّة لشرح الطريقة اللي بيحصل بيها ده!
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا