ياسر أيوب
اختصر حارس المرمى الفرنسى هوجو لوريس الحكاية كلها حين قال إن حارس المرمى هو اللاعب الوحيد فى الملعب الذى يعرف أنه ليس مسموحًا له بأن يُخطئ.. وأخطاؤه غالبًا ليس من الممكن إصلاحها.. وبالتأكيد ليس من الممكن نسيانها.. ورغم فوز فرنسا بكأس العالم فى المونديال الروسى ٢٠١٨.. لايزال كثيرون يتذكرون خطأ لوريس الذى تسبب فى هدف لكرواتيا فى المباراة النهائية.. وما قاله هوجو لوريس، حارس مرمى المنتخب الفرنسى خمس سنوات، الذى يلعب الآن لنادى لوس أنجلوس بعد أندية نيس وليون وتوتنهام.. قال مثله كثيرون عن المرمى وحراسه.. ومنذ سنين.. ساد اعتقاد كروى بأن حراس المرمى هم بالضرورة مجانين.. فحارس المرمى يحتاج لأكبر قدر من الجنون ليقف ثابتًا أمام قذائف كروية قوية يتم إطلاقها فى وجهه.. وكلما كان الحارس أكثر جنونًا أصبح أكثر نجاحًا وقدرة على حراسة مرماه..

لكنه اعتقاد تم التراجع عنه حيث لا تحتاج حراسة المرمى فى كرة القدم جنونًا أكبر من جنون ملاكم فى الحلبة قد تقتله لكمة قوية من المنافس.. أو بطل سباق سيارات ودراجات نارية معرض للموت فى أى سباق.. وفى مقابل ذلك.. أكدت بحوث علم النفس الرياضى الحديث أن حارس المرمى هو طوال الوقت الأكثر احتياجًا للرعاية النفسية أكثر من بقية لاعبى الفريق.. فخطأ حارس المرمى هو الوحيد فى الملعب الذى لا يمكن إصلاحه.. والوحيد فى الفريق غير المسموح له بالغفلة أو عدم التركيز.. ويلعب حارس المرمى كل تسعين دقيقة تحت ضغط أنه ليس فى ظهره أحد وأنه وحده الذى يمكنه إفساد مجهود كل زملائه.. وأنه لا يستطيع أن يصنع لفريقه انتصارًا باستثناء التصدى لضربات الجزاء لكنه غالبًا سيصبح أول وأكبر أسباب الهزيمة.. وغالبًا لا تتذكر الجماهير فرصة أضاعها لاعب لتسجيل هدف لكن يصعب عليها نسيان خطأ حارس مرمى أدى للهزيمة.. ولهذا يحتاج حراس المرمى لإعداد نفسى أكبر كثيرًا مما يحتاجه أى لاعب كرة آخر.. ولم تعرف كرة القدم حراسة المرمى إلا فى ١٨٧١.. فحين وضع الاتحاد الإنجليزى أول قانون لكرة القدم فى ١٨٦٣.. لم تكن هناك أى إشارة لحراسة المرمى أو لاعب فى الفريق يقوم بحراسة مرماه.. وحتى ١٨٧٠ لم يكن ممنوعًا لعب الكرة باليد فى مباريات كرة القدم.. ومنذ ١٨٧١ حتى ٢٠٢٥.. توالت وكثرت أخطاء حراس المرمى وأيضًا نجاحاتهم، سواء كانت أخطاء أضاعت جهود باقى لاعبى الفريق أو نجاحات كانت سببًا رئيسيًا فى بطولات وانتصارات.. وحتى حراس المرمى العظماء كانت لهم أيضًا أخطاؤهم التى لا ينساها الناس رغم بطولاتهم وانتصاراتهم.
نقلا عن المصرى اليوم