كتبها Oliver
- مجد الله معلن في السماء.في الأعالي يراه السمائيون.لكن الملائكة عند ميلاد المسيح ترى معنا لأول مرة الإله على الأرض بلا مجد.ملفوف بأقمطة و هو الذى منه تخرج بروق النور .
تجتمع الملائكة التى إعتادت أن تحيط العرش,حول المزود تجتمع. تصيح بإصرار أن المجد لله في الأعالي.ملائكة الله تخبرنا أن المولود في الجسد بإتضاع هو الذى له المجد في الأعالي.فإن صار مثلكم إنساناً فهو ما زال بذاته الإله الممجد في الأعالي.
لأن السماء كلها أورشليم أى مدينة السلام فقد رأت الملائكة أن أرضنا صارت مثلها أورشليم.في كل بقعة على الأرض السلام الذى لا تعرف الملائكة سواه. سلام السماء صار على الأرض لأن إبن الله حل بالجسد على أرضنا.السلام الوحيد الذى من طفل المزود شمل الأرض كلها أى سلام المسيح .
- أن الملائكة كائنات مبتهجة.يغمرها فرح الله كل حين.لذلك تعلن لنا نحن البشر أننا سنكون مثلها ممتلئين بالفرح السمائى. لهذا الفرح الغامر بدأت الملائكة كلماتها للناس قائلة : لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب..عبارات جديدة دخلت إلى قاموس البشر لأول مرة بعد السقوط.جاء نسل المرأة بدون زرع رجل.ليخلصنا .ما أروع الكلمات المختارة بعناية.لقد تجسد إبن العلى لكي يجعلنا فيه نقتني سلامه و بحلوله يغمرنا فرح الملائكة التي هتفت نعم و بالناس المسرة.
- من لحظة تجسد إبن الله في بطن العذراء و الفرح يلازمها.تبتهج روحها بالله مخلصنا.و حين زارت أليصابات إبتهج يوحنا في بطن أمه.الملاك كان قد قال لزكريا عن يوحنا: ويكون لك فرح و إبتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته ذلك لأن يوحنا مولود يمهد لمولود. فلما ولد يوحنا كانت نبوات زكريا الكاهن عن المسيح كلها عبارات مبهجة و إختتمها قائلا: ليهدي أقدامنا في طريق السلام لو 1 :67- 79
لا يعرف أحداً سر هذه العائلة المقدسة.إنه الختم السمائئ للإله المتجسد يسوع المسيح.لا يعرف أحد ما قاله الطفل يسوع و ما فعله.لكننا نعرف أن المسيح مع كونه إبن الله فهو أيضاً كان إبناً مثالياً في كل شيء.أبواه أول من إستمتع بلغته الحلوة, ببشاشة وجه الأبرع جمالاً.بطيبة قلب المسيح.لقد قطف يوسف و خطيبته أعظم ما نال بشر من المسيح.كانت لهما معرفة اللاهوت و الناسوت أكثر مما للآباء و الأنبياء. لقد إقتربا منه أكثر من الملائكة التي جاءت من السماء إلى الأرض تسبح : المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسرة.
- رأينا مجد المسيح حين أظهر سلطانه على البحر و الشياطين و الموت و التينة المتحجرة.حين أظهر آيات فى كل موضع.حين أظهر سلطانا في التعليم .حين بسلطانه كشف سلطان الفريسين الزائف.أظهر مجده بمعجزات بلا حصر.رأينا المجد فى إدارة الأمور بقوة و حسم و هو رضيع في مزود.رأينا المجد معلناً من الآب و الروح القدس فى الأردن.رأينا مجده حين غلب إبليس في البرية .مجده مجداً فى أسافل الأرض و أقاصي السموات.
- رأينا سلام المسيح في المواقف الصعبة و ليس غريبا أن يبقي المسيح بسلامه الشخصي الإلهي لكن العجب هو أن ينتقل هذا السلام للبشر ليكونوا علي شبهه.كما إنتقل من شخصه إلى التلاميذ عندما هاج البحر.كما إنتقل من المسيح إلى آلاف الجموع الجائعة في الصحراء. سلام لم يهتز قدام الأسئلة الصعبة من الذين جربوه و لا عندما تجاسروا و حاكموه.سلام لم يتوقف عن تغذية القلوب التى تؤمن به و الأرواح التي تنتقل على رجاء.
- رأينا فرح المسيح يشع كلما حل المسيح بالجسد في مكان.لقد فرحت الناصرة حين الملائكة زفت البشرى للرعاة.وفرحت مصر بهروب الطفل إليها.و فرحت الجموع بالخبز في البرية.فرح يوحنا حين عمده و حين شهد له.فرحت عائلات الموتي الذين أقامهم و المرضي الذين شفاهم و المتعبين الذين أراحهم بكل الطرق. و قمة الأفراح كان في بهجة قيامته.لقد أرسل المسيح من فرحه بالروح القدس إلى قلوبنا بلا تأخير .من المزود أرسل أفراح الميلاد و من البستان أرسل أفراح القيامة.كل يوم ينثر الفرح في كل موضع و هو إبن الإنسان الذي لا يحمل شيئاً لنفسه و لا يجد راحة منذ تجسده جعل فرحه الشخصي ملكاً لنا بالإيمان.لأن الأرض التي صار لها المسرة هى وحدها الأرض التي إبتهجت بالخلاص مثل العذراء مريم.
المجد و السلام و المسرة صاروا سبيكة يودعها قلب أبيه يوسف القديس و أمه العذراء القديسة مريم.و بهذه السبيكة الروحية المجدولة من الثلاثة صفات السمائية كانت علاقته بأبويه.فخاطباه بتلقائية بغير إرتباك.أسس بناءا عائلياً متفرداً لأبوين من البشر و إبناً خاضعاً لهما هو إبن الله المتجسد.
- ميلاد المسيح له المجد ليس فقط علامة فارقة في زمان الإنسان لكن الأهم أنه علاقة جديدة بين الله و الناس.فى دائرة ( المجد – السلام- المسرة).
- كان حول المزود تسابيح أولها من العذراء مريم و يوسف البار.لا نعرف كيف كانا يسبحان و لا كيف إستقبلوا القادمين الغرباء
إستمرت التسابيح سنتان.بدءا من العذراء عند الحبل به و الرعاة عند مولده حتى جاء المجوس و بعدها بأيام تلونت التسبحة بدم أطفال بيت لحم.لإن للتسبيح درجات و قد راح هؤلاء الشهداء إلى قمتها.إذهب إذن إلى المزود قدم تسبحتك و إخشع للرب المتجسد.كل مريض و محتاج و حبيس و جوعان و عطشان هو مزود يسكنه المسيح .إخشع لأقدام المسيح هناك مقدما المجد لمن له المجد و الكرامة لمن له الكرامة.