ديڤيد ويصا
للأسف الشديد فقدِت المعموديّة معناها وأهميتها عند ناس كتير ..
وده في وجهة نظري لكذا سبب، مش سبب واحد!
عند أغلب الپروتستانت، المعمودية السائدة هي معمودية الأطفال ..
وفي نفس الوقت بيقولوا انها علامة "خارجيّة" على تغيير "داخلي" ..
وملهاش علاقة بالتوبة ولا غفران الخطايا ولا الولادة التانية ..
وعشان يحلُّوا مشكلة ان الطفل مش واعي ..
ومش بياخُد أي قرار يخُصّ معموديّته ..

بقوا ياخدوا العهود على الأب والأم بإنهم هيربّوه تربية مسيحيّة ..
فبقى القرار اللي يخُصّ المعموديّة، بياخده حد تاني بالنيابة عن الطّفل ..
لدرجة ان "پول ووشر" الواعظ المعمداني المعروف بيقول:
"إن معموديّة الأطفال هي "الوثن" ..
اللي الپروتستانتيّة فضلِت متمسّكة بيه بعد ما خرجِت من الكنيسة الكاثوليكيّة!"
والمعمدانيّين بيرفضوا معموديّة الأطفال، وبيؤمنوا بمعمودية الكبار فقط!
--

نفس الكلام ينطبق على الكنايس التقليديّة تقريبًا ..
بس الفرق انها تؤمن ان المعموديّة ..
فيها غفران لخطايا الطفل، وكمان ولادة جديدة ..
ولأن الطفل معمَلش خطايا لسّه ..
فالرَّبط بقى مع خطيّة آدم اللي الطفل ورثها ..
وفيه خِلاف هي خطيّة آدم ولا الطبيعة الخاطئة اللي ورثها الطفل من آدم ..
ولا هي نتيجة الخطيّة، ولا الحالة اللي اتولّد فيها الطفل، وحاجات شبَه كده!
والموضوع اتطوّر أكتر لنقاش جدلي ..

عن مصير الطفل اللي هيموت قبل ما يتعمّد ..
وناس تقول هيروح جُهنّم، وناس تقول مش عارفين ..
وناس تقول هيشوف السَّما بس مش هيدخلها!
--

طبعًا معموديّة الأطفال ليها بعض الإشارات الموجودة في العهد الجديد ..
زي مثلًا معموديّة "بيت" سجّان فيلبّي، و"بيت" ليديّة (أع١٦)
وزي تشبيه بولس للمعموديّة بالختان (كو١١:٢-١٣)
عشان الطفل اليهودي "الذكر" كان بيُختَن وهو مش واعي ولا واخد قرار ..
فبعض الناس بتحاول تطبّق المعموديّة بنفس المفهوم ..
لكن طبعًا بيواجهوا مشكلة تفسيريّة في معموديّة البنت، ويستمر الجدل!
--

إزّاي الكنيسة الأولى قبل الانقسام، فهمِت المعموديّة ومارسِتها؟
وإيه علاقتها بالتوبة وغفران الخطايا والولادة التانية؟
وهل كان السائد فيها هو معموديّة الكبار ولا الأطفال؟
وهل ده جدل أصلًا يستحق الخلاف، ولا اختلاف مقبول وسط الكنيسة؟
ده اللي هبتدي اتكلّم عنه في الپوست الجاي!
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا