ديڤيد ويصا
من الإشارات المُبكّرة لممارسة الكنيسة الأولى للمعموديّة ..
بنلاقي ان القديس يوستينوس الشَّهيد (النُّص الأول من القرن التاني) ..
بيقول ان الناس اللي آمنِت بالرب يسوع، وكانوا ..
"مقتنعون ومؤمنون بأن ما نُعلّم به ونقوله حقيقي ..
آخذين على عاتقهم أن يعيشوا بحسبِه"
بيقعدوا فترة تحت التلمذة والإرشاد الروحي، ومعاه صلوات وأصوام ..
وبعدين لما يصرّوا على إيمانهم، والكنيسة كمان تتأكّد من جديّتهم ..
"يُحضَروا إلى حيث يوجد ماء ..
فيُجدَّدون بنفس الطريقة التي تجدَّدنا بها ..
لأنهم حينئذٍ ينالون الغُسل بالماء باسم الله الآب سيّد الكون ..
ومُخلّصنا يسوع المسيح، والروح القدس"
--
وبيعلّق تعليق مهم على دور اللي هيتعمّد في اختياره الواعي، فبيقول:
"وقد تعلَّمنا من الرُّسُل السبب في هذا الطَّقس ..
لأننا في ميلادنا الأول.. قد وُلِدنا بدون معرفتنا وبلا اختيار ..
وحتى لا نظل أولادًا للإجبار والجهل، بل نُصبِح أولادًا للاختيار والمعرفة ..
وحتى نحصل على غفران الخطايا التي ارتكبناها في السّابق ..
وهناك (عند مكان المعموديّة) يُدعى ذاك الذي ..
اختار ان يُولَد من جديد وتاب عن خطاياه" (الدفاع ٦١:١)
--
العلّامة ترتليان (النُّص التاني من القرن التاني)، بيقول:
"عندما ننزل إلى الماء، نؤكد إيماننا المسيحي ..
بالإجابة على الكلمات التي حدَّدها الطقس ..
لأننا نشهد بشفاهنا أننا جحدنا الشيطان وكل قواته وكل ملائكته"
--
في كتاب تاني اسمه "الديداخي" أو (تعليم الاثني عشر) ..
واللي اتكتَب تقريبًا ١٥٠م، ومش معروف بالظبط مين اللي كتبُه ..
لكنه نص مهم بيساعدنا نفهم ملامح المسيحيّة في القرون الأولى ..
وبيعتبره القديس أثناسيوس كتاب مش قانوني ..
لكنّه مُفيد للكنيسة (الرسالة الفصحيّة ٣٧)
بيتكلّم الديداخي عن طريقة "ممارسة" المعموديّة، وبيقول:
"عمِّدوا في مياه جارية (يعني نبع ميّة أو نهر أو ما شابَه) ..
لكن إن لم يتوفّر لكم ماء جارٍ، عمّدوا في ماءٍ آخَر ..
لكن إن لم يكُن لديكم أي منهما، فصُبُّوا على الرأس ماءً ٣ مرات ..
باسم الآب والابن والروح القدس" (الديداخي ١:٧-٣)
--
الخلاصة:
في القرن التاني الميلادي (بعد عصر الرُّسُل علاطول) ..
كان الطبيعي هو معموديّة الكبار اللي اختاروا يكونوا مسيحيّين ..
وكانوا بيقعدوا فترة بعد إيمانهم يتعلّموا المسيحيّة قبل معموديّتهم ..
وده بيتّفق مع ترتيب كلمات الرب يسوع للتلاميذ في بشارة متّى:
"تلمذوا جميع الأمم (وبعدها) ..
عَمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت١٩:٢٨)
وطريقة المعموديّة الطبيعيّة كانت بالتغطيس عند نهر أو نبع ميَّة ..
لكن كمان كانت بالسَّكب، لو مفيش مصدر ميَّة ينفع معاه التغطيس!
--
محتاجين نشوف الآباء قالوا إيه تاني عن المعموديّة بعد القرن التاني ..
وفين وإمتى بدإت معموديّة الأطفال، وازّاي الكنيسة اتعاملِت معاها!
وده اللي هبتدي اتكلّم عنه في الپوست الجاي!
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا
--
المصادر:
چوهانس كواستن، علم الآبائيات (پاترولوچي)، المجلد الأول، ترجمة: أنبا مقار (القاهرة: مركز پاناريون للتراث الآبائي، ٢٠١٥)، ٢٣٨.
چورچ حبيب بباوي، المعموديّة في الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية: دراسة للعقيدة والطقس في القرون الخمسة الأولى، الكتاب الأول (إنجلترا: الكاتب، ٢٠٠٧)، ٨٧.
مايكل هولمز، الآباء الرسوليّون: الكتابات المسيحيّة في المئة سنة الأولى باللُّغتَين العربيّة واليونانيّة، ترجمة: جرجس كامل يوسف (القاهرة: دار النَّشر الأسقفيّة، ٢٠١٤) ٣٦٦.