ديڤيد ويصا
مفيش أي نصوص آبائيّة من القرن التاني بتتكلّم عن معموديّة الأطفال ..
سواء عن ممارسة المعموديّة، أو عن تقليد مُستلَم من الرُّسُل بممارستها ..
لكن أقدم إشارة لموضوع معموديّة الأطفال ..
بييجي من العلّامة أوريجانوس (النُّص الأول من القرن التالت)
في تفسيره لرسالة رومية، لما بيقول:
"قد قَبِلَت الكنيسة تقليدًا من الرُّسل بأن يُعَمّدوا حتى الأطفال الصغار ..
لأن [الرُّسُل] كانوا واعين بأنه في كل إنسان يوجد دنسٌ فِطرِيّ للخطية ..
يحتاج أن يُطَهَّر بواسطة الماء والروح القدس ..
بسبب أن النَّفس جُبِلَت في جسد الخطيّة، وجسد الموت والوضاعة."
--
عندنا كمان هيپوليتُس أسقف روما (بردو النُّص الأول من القرن التالت)
في كتاب ليه إسمه "التقليد الرسولي" (مكتوب تقريبًا ٢١٥م)
قبل ما بيتكلّم عن تلمذة المؤمنين، وطقس معموديّة الكبار ..
بتفاصيل أكتر من اللي قالها القديس يوستينوس (١:٢٠-١٠؛ ١:٢١-٣)
واللي غالبًا بتتكلّم عن بيت أو عيلة آمنِت بالرب يسوع ..
بيقول: "الأطفال يتعمّدوا الأول ..
كل الأطفال اللي بيعرفوا يجاوبوا بنفسهم، يجاوبوا ..
(يعني يقولوا إقرار الإيمان اللي بيردّوا بيه على اللي بيعمّدهُم) ..
ولو فيه أطفال مش بيعرفوا يردُّوا (اللي هُمّا غالبًا أطفال صغيّرين خالص) ..
آبائهم يجاوبوا بالنيابة عنهم، أو أي حد من عائلتهم." (٤:٢١)
--
أخيرًا، كپريانوس أسقف قرطاچ (بردو النُّص الأول من القرن التالت)
في رسالة باعتها لواحد اسمه "فيدوس" كان رافض يعمّد الأطفال ..
اللي أصغر من ٨ أيام (بحجّة ان الختان بيحصل في اليوم التامن) ..
فبيقولّه اننا معندناش الكلام ده ولا سمعناه عنه، لأننا شايفين:
"إن رحمة ونعمة الله ..
مش ممكن يترفض (أو يتحرِم منها أي طفل) مولود ..
ولازم نجاهد [ونهتم] إن مفيش نفس واحدة تهلك ..
وان إيماننا بالأسفار الإلهيّة بيخلّينا نؤمن بالمساواة ..
بخصوص عطيّة النعمة للأطفال والكبار على حد سواء" (الرسالة ٢:٥٨-٣)
--
كده يبقى بدايةً من القرن التالت الميلادي ..
عندنا شهادة من الكنيسة في الشرق (أوريجانوس في الإسكندرية) ..
وشهادة من الكنيسة في الغرب (هيپوليتُس في روما) ..
وشهادة من الكنيسة في شمال أفريقيا (كپريانوس في قرطاچ) ..
إن معموديّة الأطفال كانت بتُمارَس لأسباب مختلفة ..
في البيوت اللي الأب والأم آمنوا فيها بالمسيح!
أوريجانوس كان رابطها بكون الطفل مولود في الخطيّة والدَّنَس ..
هيپوليتُس كان رابطها بإيمان الأب والأم ومسؤوليّتهم عن أولادهم ..
كپريانوس كان رابطها بإنها نعمة مش مفترَض اننا نحرم الأطفال منها!
--
عشان بردو نعرف قبل القرن التالت، الآباء قالوا إيه عن معموديّة الأطفال ..
لازم نعرف ان العلّامة ترتليان (في النُّص التاني من القرن التاني) ..
كان بيفضّل تأجيل المعموديّة عشان الكنيسة تتأكّد من إيمان الشَّخص ..
وبيقول انه بالذات بالنسبة للأطفال مش لازم نتسرّع ونعمّدهم ..
لأن الشَّخص المسؤول عنهم وبيجاوب عنهم في إقرار الإيمان ..
منين هيقدر يضمن ان الطفل ده هيلتزم بالإقرار؟ (عن المعموديّة، ١٨)
وبالتالي هو مرفضهاش، لكن كان بيفضّل تأجيلها!
--
إيه بقى علاقة المعمودية بغفران الخطايا والروح القدس؟
ده اللي هتكلّم عنه في الپوست الجاي!
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا
--
المصادر:
أوريجانوس، تفسير الرسالة إلى رومية: الجزء الأول، الكتب ١-٥، ترجمة: عادل ذكري (القاهرة: مدرسة الإسكندريّة، ٢٠٢٠)، ٣٩١.
Burton Scott Easton, The Apostolic Tradition of Hippolytus (US: Cambridge University Press, 1934), pp. 43-44.
The Epistles of St. Cyprian, Bishop of Carthage and Martyr. A Library of Fathers of the Holy Catholic Church (London, Oxford: John Henry Parker, ??), pp. 143-44.