رشدى عوض دميان
     حفلت مواقع التواصل الإجتماعي  وعلى رأسها ألـ facebook بعشرات  الآلاف من عبارات التهنئة بمناسبة "عيد الميلاد المجيد".

شدت إنتباهي عبارة "الأخوة الأقباط" التي يكتبها الكثيرون من الذين يرسلون التهانى بمناسبة هذا العيد، والتي من الواضح أنهم يقصدون الذين يدينون  بالديانة المسيحية في مصر كما ولا أنكر صدق مشاعرهم الطيبة.

*** أجدني على تمام اليقين أن الغالبية العظمى من أفراد الشعب المصري -بكل أطيافهم ودياناتهم- لا يعرفون أن "القبط أو الأقباط" وأيضاً اللغة القبطية، وأن هذه الصفات والأسماءلا تعني الديانة على الإطلاق، ولكنها تعني العِرْق والجنس والأصل والعُنْصُر، كما يوصف -على سبيل المثال- بعض الشعوب بأنهم من الأشوريين، أو من الأكراد، أو السريانيين، أو القوقاز، أو الكلدان وهكذا.

*** أصل كلمة "القبط":
من الإسم المصري القديم "كيميت ⲬⲎⲘⲒⲦ" وسُمِيَت هكذا نظراً لطبيعة تربتها السوداء التي يغطيها طمي النيل، ومن هذا الإسم عُرِفَت "الكيمياء" التي تم اكتشاف عناصرها في تربة الأراضي الزراعية.

*** وعلى مدار السنوات، أطلق عليها  اليونانيون إسم Αίγυπτος وينطق  "آيجبتوس" التي تحولت إلى Egypt  بالإنجليزيّة، وإلى "جِبْت، أو قبط"  فيما بعد باللغة العربية.

*** وعلى ذلك فإن "القبط أو الأقباط" هم مجموع السكان المصريين في الأساس.

وبعد "الفتح العربي" لمصر وإنتشار الديانة  الإسلامية، أصبح الذين أبقوا على الديانة المسيحية هم من "الأقباط المسيحيين"، أي "المصريين المسيحيين" والذين تحولوا إلى الإسلام هم من "الأقباط المسلمين" أي المصريين المسلمين".

*** وعلى سبيل المثال، فإن معظم الدول  الأجنبية، نجد أن مواطنيها يدينون بديانات مختلفة، ومنهم من هم بلا ديانة على الإطلاق، ومع ذلك فإن جنسيتهم تعود إلى الدول التي وُلِدُوا ويعيشون فيها بغض النظر عن ديانتهم ومعتقداتهم.

*** معلومة تاريخية أردت أن أوضحها هنا، وبالمناسبة لا يفوتني أن أشيد بكل المشاعر الطيبة بين الجميع من المصريين.

كما وأتذكر بكل التقدير الصديقة  مدام "تُمَاضِر عصمت"

وهي التي تعودت أن تكتب في تهنئتها:
من "أقباط مصر المسلمين" إلى "أقباط مصر المسيحيين".