أكرم القصاص
لا يتوقف العلّامة مجدى يعقوب، عن منحنا العلم والإبداع والأمل، ويقدم كل لحظة دروسا مجانية فى الطب والإنسانية، وقد أصبح بالفعل أسطورة تتجدد فى كل لحظة، ولا يتوقف أبدا عن البحث والابتكار سعيا لتخفيف آلام البشر، ومواجهة كل ما يعترى القلوب من أمراض قاتلة.

نقول هذا بمناسبة الإعلان عن إنجاز طبى غير مسبوق عالميا، يتمثل فى تطوير صمامات قلب طبيعية تدوم مدى الحياة، وهو ما يعتبر ثورة فى علاج أمراض القلب، وبتواضعه الكبير يؤكد العلامة مجدى يعقوب، أن الطبيعة هى أعظم تكنولوجيا فى العالم، وأن هذه الصمامات التى ابتكرها تمتلك القدرة على النمو بشكل طبيعى داخل جسم المريض، ما ينهى الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة، لتركيب صمامات لها مُدد صلاحية.

ومن أكثر الجراحات التى تطورت على يد العلامة الكبير، هى استبدال الصمامات التالفة، وهو ما يضاعف من فرص الحياة لمرضى تتآكل لديهم الصمامات أو تتلف، وبالتالى فإن الابتكار الجديد يعتبر منقذا لحياة المرضى مرات، حيث يعالج الابتكار الجديد عيوب الصمامات الميكانيكية والبيولوجية الحالية، حيث يحتاج المرضى إلى تناول أدوية مضادة للتجلط مدى الحياة، ولا تدوم الصمامات البيولوجية أكثر من 10 إلى 15 عاما، وتزداد هذه المشكلة تعقيدا مع الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية فى القلب، حيث لا تنمو الصمامات مع أجسامهم، ما يضطرهم إلى إجراء عمليات جراحية متكررة قبل بلوغهم سن الرشد.

وبالتالى، فإن الابتكار الجديد - الذى تُجرى تجاربه النهائية - عبارة عن صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف خاصة تتكامل مع خلايا الجسم وتذوب مع الوقت لتترك صماما حيا مكونا بالكامل من أنسجة المريض نفسه، وبشهادة الدكتور سان سينج، عالم المواد الحيوية فى المعهد الوطنى للقلب والرئة، ومركز هارفيلد لعلوم القلب، فإن الطريقة الجديدة التى طورها العلامة مجدى يعقوب، تتميز بمرونة أكبر، حيث يتم إنتاج صمام قلب حى داخل جسم المريض، يكون قادرا على النمو معه، ما يمثل نقلة نوعية فى علاج أمراض القلب على مستوى العالم.


العلامة مجدى يعقوب يقدم مثالا جديدا على أن الإنسان لا يتوقف عن العطاء والبحث والإبداع مهما كان العمر، ويقدم على مدى سنوات نموذجًا للعالم الذى لم يقرر التقاعد، بل إنه حرص على تقديم خلاصة علمه وخبرته، وإنشاء مدرسة طبية وأخلاقية وعلمية بوطنه مصر، فعل ذلك ولا يزال بكل تواضع، وإخلاص، ولم يكتفِ برمز مجدى يعقوب للقلب بأسوان، بل إنه سعى إلى إنشاء مركز طبى ضخم، فى أسوان لعلاج جميع الأعمار وإجراء الأبحاث، ويرى وعى الناس العاديين مرتفعا جدا، وعندهم استعداد لدعم البحث العلمى عندما يعرفون أنه يخدمهم، ويضاعف ثروتهم وكرامتهم، ويجعل مستقبلهم مضيئا.

ويحرص على أن تكون المراكز التى يقيمها، قادرة على التعليم وأنه يحرص على تقديم علمه لطلابه حتى يمكنهم أن يحملوا العلم ويقدموه لغيرهم، ليبقى على مدى العقود، العلامة الكبير مدرسة بل عدة جامعات تسير على الأرض، بعلم غزير، واطلاع واسع، وإنسانية متدفقة، مع تواضع شديد، لا يتوقف عن تقديم دروس مجانية يومية فى الطب والحكمة والإنسانية، وهو درس يتجدد كل لحظة، ويمنح الأمل للناس جميعا، أملا فى النجاة، وآمالا فى أن تكون مبادئ مجدى يعقوب - فى حد ذاتها علاجا - لأمراض كثيرة، ودروسا يحتاج الكل لاستيعابها.
نقلا عن اليوم السابع