ديڤيد ويصا
بالنسبة للإفخارستيا ..
وبين تطرُّفين منتشرين في كنايسنا التقليدية والپروتستانتيّة ..
إن الإفخارستيّا هي تحوُّل لجسد ودم الرب يسوع "حرفيًّا" ..
أو انها "مُجرَّد" ذكرى ليس إلا!
--

عالِم الآبائيات الكاثوليكي: چوهانس كواستن ..
وهو بيقتبس ويعلّق على القول الفَصل ..
للعظيم القديس أثناسيوس الرّسولي، بيقول:
"يُقدّم ق. أثناسيوس.. يسوع واعدًا الرُّسُل ..
أن يعطيهم جسده ودمه "كطعام روحي" ..

ويقصد من استخدام هذا التعبير أن يدحض الفهم الخاطئ ..
لساكني كفرناحوم الذين ظنُّوا أن المسيح ..
سوف يعطيهم جسده في حالته الطبيعيّة (يو٦)
"إن جسد الرب ودمه سوف يُعطَيان للرُّسُل كطعام ..
بطريقة روحيّة، كدليل على القيامة للحياة الأبديّة."
--

وعشان اوضّح الفرق بين الشيء الحقيقي والشيء الحرفي ..
لما اقول اني بهدي البنت اللي بحبّها دِبلة دهب ..
عشان اؤكّد على عهدي وحُبّي الحقيقي ليها ..
فالعهد والحب حاجة حقيقية، لكنها بالتأكيد مش حرفيّة ..

الدِّبلة هتفضل دِبلة، والدَّهب هيفضل دهب ..
لكن الفرق بينها وبين أي دِبلة دهب تاني ..
هي انها بتعبّر عن عهد وحب حقيقي ..

خاص جدًّا بيني وبينها، وليها هي بس ..
حُب حاضر طول الوقت قُدّامها وهي لابسة الدِّبلة!
--

إذًا الإفخارستيا، زي ما علّم الرب يسوع، هي:
جسده ودمه، بمفهوم سرّي حقيقي، مش حرفي ولا رمزي!
وبالتالي في كل مرة بقف في الكنيسة ..
واشترك في الإفخارستيا (الخبز والخمر) ..
أنا بختبر حضور الرب يسوع الحقيقي جدًّا فيهم ..
واللي من خلاله بتَّحد بيه اتّحاد روحي حقيقي سرّي ..
مش مطلوب منّي استوعبه ولا اشرحُه ..
لكن محتاج اختبره واستمتع بيه!
--

الپوست الجاي هبتدي اتكلّم عن الهرطقات ..
عشان نشوف ازّاي الكنيسة فرَّقِت بين ..
الأساسيّات اللي تفرَّق وتحدّد انا مسيحي ولا لأ ..
والفرعيّات اللي ممكن تجمعنا واحنا مختلفين، ونفضل مسيحيّين!
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا
--

المصادر:
چوهانس كواستن، علم الآبائيات (پاترولوچي)، المجلد الثالث، ترجمة: الراهب غريغوريوس البرموسي (القاهرة: مركز پاناريون للتراث الآبائي، ٢٠٢١)، ١٠٧.