ديڤيد ويصا
قال الرب يسوع للتلاميذ: "من آمن واعتمد، خلُص" (مر١٦:١٦)
وقال بطرس لليهود: "توبوا، وليعتمد كل واحد منكم ..
على اسم يسوع.. لغفران الخطايا؛ فتقبلوا عطيّة الروح القدس (أع٣٨:٢)
وقال بولس: "أننا.. دُفِنّا معه بالمعمودية للموت ..

قد صِرنا مُتّحدين معه بشبه موته" (رو٣:٦-٥)
واتكلّم عن التطهير من خلال "غُسل الماء، بالكلمة" (أف٢٦:٥)
وعن الخلاص من خلال ..
"غُسل الميلاد الثاني، وتجديد الروح القدس" (تي٥:٣)
--

آباء الكنيسة قبل الانقسام فهموا المعموديّة بنفس الطريقة ..

فالقديس يوستينوس الشَّهيد (١٠٠-١٦٥م)، قال:
ان اللي قرَّروا يتعمّدوا بيقضوا وقت صلاة وتوبة ..
وبعدين يتعمّدوا و "حينئذٍ ينالون الغُسل بالماء ..
وهناك (عند مكان المعموديّة) يُدعى ذاك الذي ..
اختار ان يُولَد من جديد وتاب عن خطاياه" (الدفاع ٦١:١)
--

القديس كليمندس السَّكندري (١٥٠-٢١٥م)
قال عن المعموديّة، إن الله عاوزنا "نتحوّل ونصير أولاد ..
معترفين بمن هو أبونا بالحق، مُتجدّدين بالماء" (المتفرّقا
ت ٣، ١٢)
--

العلّامة ترتليان (١٥٥-٢٢٠م)، قال:
إننا في المعموديّة "نتطهَّر ونتهيّأ للروح القدس ..
وهو الأمر الذي نحصل عليه بالإيمان ..
المختوم باسم الآب والابن والروح القدس." (عن المعموديّة، ٦)
"تتم المعمودية [ب]طريقة جسديّة بالغطس في الماء ..
لكن الفاعلية تكون روحيّة، لأننا بها نتحرر من الخطايا." (عن المعموديّة، ٧)
--

والقديس باسيليوس الكبير (٣٣٠-٣٧٩م)، بيقول:
"المعمودية والإيمان هما طريقان للخلاص لا يمكن فصلهما ..
لأن الإيمان يُكمل المعموديّة، والمعمودية مُؤسّسة على الإيمان
لذلك نحن نعتمد باسم الآب والابن والروح القدس ..
أولاً: بالاعتراف بالإيمان الذي يقودنا للخلاص ..
وثانياً: بالمعمودية التي تتبع الاعتراف، وهي الختم الذي يختم قلوبنا"
--

وأخيرًا القديس أغسطينوس  (٣٥٤-٤٣٠م)

قال نفس الكلام تقريبًا:
“إننا بميلادنا من الماء والروح القدس نتطهّر من كل خطية ..
سواء.. بفعلنا [أو] قولنا، لأننا نُغسل منها بالمعموديّة."
--

الخلاصة:
اللي كان بيقرّر يتعمّد كان بيقضي وقت تلمذة الأول ..
فيه يتعلّم أساسيّات المسيحيّة ويختبر جديّة إيمانه ..
وبيكون وقت صلاة وصوم وتوبة عن خطاياه ..
عشان يتقدّم بعدها للمعموديّة، اللي هي ممارسة أسّسها الرب يسوع ..
فيها مواد ملموسة يقدر اللي بيتعمّد يتلامس معاها (الماء) ..

وبيحصل من خلالها فعل روحي غير ملموس (غفران الخطايا) ..
باسم الرب يسوع اللي بنتعمّد على اسمه وبننتمي ليه ..
من خلال الروح القدس اللي بيجّددنا ويضمّنا للكنيسة!
طبعًا الكلام ده مفهوم وواضح جدًّا لمعموديّة الكبار ..

لكن معموديّة الأطفال ليها معنى مختلف ..
ممكن تشوفوه في الپوستات اللي قبل ده!
#الكنيسة_قبل_الانقسام
ديڤيد ويصا
--

المصادر:
چوهانس كواستن، علم الآبائيات (پاترولوچي)، المجلد الأول، ترجمة: أنبا مقار(القاهرة: مركز پاناريون للتراث الآبائي، ٢٠١٥)، ٢٣٨.
كليمندس الإسكندري، المُتفرّقات: إستروماتيس، تعريب: بولا ساويرس (غير معروف: مشروع الكنوز القبطيّة، ؟).

نصوص مختارة من كتابات العلّامة ترتليان: من آباء القرنين الثاني والثالث، ترجمة: راهب من دير أنبا أنطونيوس (الإسكندريّة: مكتبة مارجرجس اسبورتنج، ٢٠١٤)، ١٦٦-٦٩.

متّى المسكين، المعموديّة: الأصول الأولى للمسيحيّة، ط٢ (وادي النطرون: دير الأنبا مقار، ٢٠٠١)، ١٦٤.

حبيب جرجس، أسرار الكنيسة السبعة (القاهرة: جمعية المحبّة القبطيّة الأرثوذكسيّة، ١٩٣٤)، ٣٤.