د. ممدوح حليم
فجأة قررت وزارة التعليم المنهار في مصر تعديل نظام الثانوية العامة التي أصبحت حقل تجارب يجرب كل وزير فيها ما يروق له من أفكار اعتقادا منه أنه يسهل الأمر على الطلبة ويخفف العبء على أسرهم المنهكة بالغلاء وغيره....
سوف يطال التغيير الثانوية العامة من حيث الشكل والمضمون.....
أما من حيث الشكل، فسوف يكون اسمها البكالوريا، وهو اسمها القديم قبل نحو ٧٠ سنة، أيام الملكية أي قبل حركة جمال عبد الناصر ورفقائه في ٢٣ يوليو ١٩٥٢
ولا شك في أن العودة إلى هذه التسمية إنما يعكس حنينا للماضي وأسفا على الأيام التي ولت حين كان كل شيء جميلا والحياة رخيصة والتعليم مجانا والمدرسون ممتازين وذوي ضمير والطلبة مجتهدين....
ويرى خبراء التعليم في مصر أن بداية انهيار التعليم في مصر كانت في منتصف السبعينات مع ظهور مسرحية مدرسة المشاغبين
الأخطر في التعديلات المقترحة أن مادة التربية الدينية ستصير مادة أساسية تضاف للمجموع، وهو كلام في غاية الخطورة ، فمصر بلد متعدد الديانات،
ومن ثم ستتعدد الامتحانات، وفي الغالب سيتسابق واضعو الامتحانات والمصححون في إكرام الطلبة أبناء ديانتهم، وكله له أجر وثواب عند الله..
يحتمل أن ما دفع إلى هذه الفكرة التقارير التي تشير إلى انتشار الإلحاد في منطقة الشرق الأوسط ، وقد حققت مصر المرتبة الأولى في ذلك.
إن جعل الدين مادة أساسية في الثانوية العامة/ البكالوريا المرتقبة لن يحل هذه المشكلة بل سيخلق مشاكل اكثر خطورة قد تهدد سلامة المجتمع.
وعلى بعض المسئولين إدراك ذلك والتفكير بعقل راجح وحس سليم