شهود الميلاد السمائيين
الراهب القمص بطرس البرموسي
* وأمام هذا الميلاد المعجزي العجيب نجد شهوده الذين شهدوا له... فهل نأتي بشهود أرضيين أم سمائيين.
* لقد شهدت السماء نفسها من خلال النجم الذي ظهر للمجوس، هذا الكوكب العجيب الذي كان يسير في اتجاه عكس لباقي الكواكب لكي يقول لهم... اليوم حدث ما تكلمت عنه الكتب وما تنبأ عنه الأنبياء... أيتها البشرية تيقظي وأفيقي من نومك... هذا ملء الزمان الذي ذكرة الكتاب... هذا هو اليوم الذي ينبغي أن نفرح ونبتهج ونسر به... هذا اليوم الذي لم ولن تشهد الأرض بمثيل له... آلا وهو ميلاد مخلص العالم... فقد ظهر في وضوح النهار كما كان ظهوره واختفاؤه فجأة بدون سابق تمهيد... فقد ظهر ليسير نحو الصبى... ليقترب المخلوق نحو الخالق... ليصير الجماد نحو الحياة... ليسير الكوكب المظلم (بطبيعته) نحو النور الحقيقي الذي ينير المسكونة كلها... لقد سار وأستقر فوق المكان الذي ولد فيه مخلص العالم (مت9:2).
* وشهد شهود آخرون وهم الملائكة... هؤلاء الجنود السمائية كيف لا ينزلون من السماء ليعلنوا فرحة السماء كلها بالصلح الذي تم وقد نزل إلى هذه الأرض الملك نفسه باتضاع عجيب.
* لذلك نزلت هذه الملائكة تحمل وتزف لسكان الأرض هذه البشرية المفرحة آلا وهي ميلاد المخلص.
* لقد أعلنها الملائكة للرعاة الساهرين يحرسون الذبائح التي تقدم في الهيكل [يحرسون الرمز الذي يقدم للفداء... فلقد أبطل هذا الرمز بميلاد المرموز إليه آلا وهو مخلص العالم... الذبيحة الحقيقية التي تغفر الخطايا.]
* لقد أضاء مجد الرب حولهم وهذه إشارة خفية إلى الحضور الإلهي.
* فاليوم ظهر الإله الوحيد في الجسد موضوعًا في مزود للأبقار وهو بكينونته الإلهية غير المحدودة مالئ السماوات والأرض... فإذا كان قد أتحد بجسدنا البشرى فقد أخذه من السيدة العذراء.
* ومع ذلك هذا الجسد البشرى لا يحده مكان فهو مالئ الكل... الغير محدود ولا موصوف... ولا مدرك.
* فإن كان هو الإله الحقيقي وقد أخلى ذاته وأخذ شكل العبد إلا أن السماء لم تخلى منه فهو مالئ الكل والحال في كل مكان...
* فركض الرعاة يحملون هذه البشرية لأنهم رأوا وسمعوا البشرى السماوية [أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب] (لو11:2).. فكان هؤلاء الرعاة شهود حملوا هذه الانباء السارة التي سمعوها من الملائكة فأتوا بكل فرح إلى مزود المولود المخلص وهم يترنمون بتسبيحتهم التي تعلموها من الملائكة [المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة] (لو14:2).