محرر الأقباط متحدون
"إعلان فينا" هو مبادرة أبصرت النور برغبة من رئيس أساقفة المدينة الكاردينال كريستوف شونبورن، وقد وقع عليه نيافته إلى جانب الحاخام الأكبر يارون إنغلماير ورئيس الجالية الإسلامية في النمسا أوميت فورال. تتضمن الوثيقة دعوة للتعايش السلمي تنديداً بكل شكل من أشكال التمييز وبما من شأنه أن يهدد للحياة الدينية.

"إعلان فينا"، الذي يحمل عنوان "ديانات من أجل السلام"، تم التوقيع عليه خلال الأيام القليلة الماضية في مقر رئاسة الأبرشية وجاء ثمرة لحوار طويل الأمد وتعاون بنّاء بين الجماعات الدينية الثلاث، وهدفه التأكيد على ضرورة الالتزام لصالح السلام والاحترام المتبادل في المجتمع. وشاء الموقعون الثلاثة أن يسلطوا الضوء على قناعتهم الراسخة بأن الإيمان يمكن أن يكون ركيزة متينة للتعايش السلمي، ونددوا في الوقت نفسه بأي استخدام للدين يرمي إلى التحريض على الإرهاب والعنف أو تبريرهما.

كما أكد القادة الدينيون الثلاثة في الإعلان أنهم يعارضون كل شكل من أشكال التمييز وما من شأنه أن يعرض الحياة الدينية للخطر، معربين عن التزامهم في بذل كل جهد ممكن من أجل تعزيز التفاهم المتبادل والانسجام بين الجماعات الدينية. ويتضمن الإعلان في الختام نداءً إلى المسيحيين واليهود والمسلمين، وجميع الأشخاص المقيمين في فينا كي يعملوا بلا كلل بغية الحفاظ على التعايش السلمي والاحترام المتبادل في المدينة.

على هامش حفل التوقيع أجرت وكالة الأنباء Kathpress مقابلة مع الكاردينال شونبورن الذي يشغل منصب رئيس أساقفة فينا منذ ثلاثين عاما. لفت نيافته إلى أن أشخاصاً كثيرين يرون في الأديان سبباً للصراعات، لكنه شدد على قناعة القادة الروحيين الثلاثة بأن الدين ليس المشكلة، بل على العكس إنه جزء هام من الحل. وعبر عن أمله بأن يتخطى هذا الالتزام الهام حدود مدينة فينا، وألا يقتصر على أبرشيته وحسب.

تابع الكاردينال شونبورن حديثه الصحفي مشيرا إلى أنه خلال العقود الماضية قامت الديانات في النمسا بجهود جبارة من أجل الاعتراف بأخطاء الماضي والبحث عن دروب تحقق المصالحة، مذكرا بما حصل مع الجالية اليهودية المحلية. وأكد أن تاريخ العلاقات بين النمسا والإسلام طويل، ولم يخل من المشاكل، واعتبر أن المواطنين النمساويين مدعوون اليوم للنظر إلى أبناء الجاليات المسلمة على أنهم مواطنون نمساويون أسوة بغيرهم. وأكد أن النمسا هي بلدهم كما هي بلد السكان الأصليين.

 وختم حديثه لافتا إلى أن المسلمين يؤمنون بالله، ويسعون إلى عيش حياتهم بحسب وصاياه، وهذا الواقع يشكل ركيزة مشتركة للتعايش بين الأديان، مذكراً بأن الأطر القانونية التي تنظم أوضاع الديانات تصب في صالح الخير العام.