ياسر أيوب
يحلم اليابانى مورينارى واتانابى بأن يصبح أول آسيوى فى التاريخ يدير اللجنة الأوليمبية الدولية مثلما أصبح منذ يناير ٢٠١٧ أول آسيوى يدير الاتحاد الدولى للجمباز.. لكن لا يُعد واتانابى واقعيًّا هو المرشح الأقوى للفوز بالمنصب الأوليمبى الأكبر فى الانتخابات التى تستضيفها أثينا فى مارس المقبل لاختيار مَن سيخلف الرئيس الحالى، الألمانى توماس باخ.. وهناك من بين سبعة مرشحين يخوضون هذه الانتخابات مَن يملكون فرصة أكبر للفوز، مثل البريطانى سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولى لألعاب القوى، والفرنسى ديفيد لابارتيان، رئيس الاتحاد الدولى للدراجات.. وهناك أيضًا امرأة زيمبابوى القوية، كيرستى كوفنترى، التى تحلم بأن تكون أول مَن يأتى من إفريقيا لإدارة شؤون العالم الأوليمبى..
وهى أكثر لاعبى إفريقيا فوزًا بميداليات أوليمبية، والسباحة الوحيدة فى العالم الفائزة بسبع ميداليات أوليمبية، والوحيدة أيضًا فى العالم التى تجمع بين عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية ووزارة الرياضة فى بلادها، وهو المنصب الذى تشغله منذ ٢٠١٨.. وعلى الرغم من أن واتانابى لم يكن لاعبًا أوليمبيًّا، ولم يفز بميداليات، مثل سيباستيان كو وكيرستى كوفنترى.. فإنه فاجأ الجميع، منذ أيام، باقتراح سيسعى لتنفيذه فى حال نجاحه رئيسًا للجنة الأوليمبية الدولية..
فاليابانى يريد تغيير نظام الدورات الأوليمبية، بحيث لا تُقام أى دورة مستقبلًا فى مدينة واحدة كما هو النظام حاليًا، إنما تُقام فى خمس مدن فى خمس قارات.. وتستضيف كل مدينة منها مجموعة ألعاب، مما يعنى خفض تكلفة الاستضافة والتنظيم، وإتاحة الفرصة لمدن كثيرة للمشاركة فى هذه الاحتفالات الأوليمبية.. وبالتأكيد لا أملك الحق فى التفتيش فى نوايا واتانابى وما الذى يفكر فيه ويريده بهذا الطرح الجديد الخاص باستضافة الدورات الأوليمبية.. هل هى فكرة قابلة للتنفيذ بالفعل أم مجرد غزل لكثيرين فى العالم يعرفون أن واقع وظروف بلدانهم لا تتحمل تكلفة استضافة دورة أوليمبية حسب النظام الحالى، لكن ستمنحهم إقامة كل دورة أوليمبية فى خمس مدن حلمًا جديدًا وممكنًا.. كما أن اختيار مدينة واحدة كل أربع سنوات يخلق حروبًا سياسية ويفتح ألف باب لصفقات غير معلنة.. فمن بين أكثر من عشرة آلاف مدينة لم تنجح إلا ٢٣ مدينة فقط فى استضافة دورة أوليمبية..
منها ١٢ مدينة فى أوروبا و٤ فى أمريكا الشمالية و٤ فى آسيا و٢ فى كل من أستراليا وأمريكا اللاتينية.. وخسرت مدن كثيرة هذا الحق بسبب المادة مثل كل مدن إفريقيا ومدن شرق أوروبا باستثناء موسكو.. ومدن أخرى خسرت بسبب السياسة وأسرارها مثل نيويورك ومدريد وبروكسيل وفرانكفورت وشيكاجو.. وتبقى الخسارة الكبرى لمدينة لوزان السويسرية، التى حاولت خمس مرات وفشلت، رغم أنها المدينة التى تستضيف اللجنة الأوليمبية الدولية.
نقلا عن المصرى اليوم