شهود الميلاد الأرضيين
الراهب القمص بطرس البرموسي
* وكان من اللازم أيضًا وجود شهود من خارج الأمة اليهودية الرافضة للخلاص... شهود من الأمم (الشعوب الغريبة بالنسبة لليهود) فآتى المجوس من بلاد فارس... هؤلاء المجوس قيل عنهم أنهم كانوا واضعين أمام أعينهم باستمرار بل بين أيديهم نبوة بلعام بن بعور الذي ذهب ليلعن شعب الله فتكلم بنبوته العجيبة [اراه ولكن ليس الآن أبصره ولكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي مؤاب (الوثنيين) ويهلك كل بني الوغى.] (عد17:24).
* آتى هؤلاء المجوس (الوثنيين) من بلاد فارس البعيدة بواسطة نجم يتقدمهم [ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى اورشليم. قائلين اين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له.
فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم اين يولد المسيح.
فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي. وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل.
حينئذ دعا هيرودس المجوس سرًا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم ارسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا واسجد له.
فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رؤاه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا] (مت1:2-10) وقد نالوا البشرى الإلهية المفرحة حينما رأوا هذا المولود العجيب التي تنبأت عنه الكتب فسجدوا لهذا الصبي وهم يشهدون عن عظمة هذا الطفل المقمط الموضوع في مزود أبقار بهداياهم التي قدموها له
* ونحن هنا نندهش من إيمان هؤلاء المجوس... ماذا وجدوا بعد هذه الرحلة الشاقة؟
ماذا عساهم أن يجدوا؟
لقد وجدوا مزود حقير وأم فقيرة وشيخ مسن لا يملك شيئًا في مدينة صغيرة وطفلًا مولودًا موضوعًا في هذا المزود ولا توجد حوله اي مظاهر للغنى أو للعظمة التي تليق بالخالق... الإله المتجسد... الملك الذي يملك على الكل... لقد آتوا يبحثون ويسألون عن ملك [أين هو المولود ملك اليهود] (مت12:2).. لكن العمل الإلهي العجيب حرك نفوسهم ومشاعرهم لكي يقطعوا آلاف الأميال تلك الرحلة الطويلة الشاقة وفتح قلوبهم فأشرق في قلوبهم الإيمان لذلك حينما وجدوا الطفل الإلهي أمامهم فهموا أنه هو الملك الموجود فسجدوا أمامه وفتحوا كنوزهم وقدموا له هداياهم ذهبًا ولبانًا ومرًا علامة على هذا الطفل المولود هو ملك ورئيس كهنة ومخلص...
* فتعالوا بنا نسجد أمام هذا المولود الوديع المتواضع التي لا تسعه السماوات والأرض... مع المجوس الساجدين له ونقدم له هدايانا الأقيم والأهم وهي قلوبنا وأجسادنا وأرواحنا ونقول له أيها المولود من الآب قبل كل الدهور... أنت الآن مولود بالجسد في بيت لحم اليهودية خلصنا وارحمنا... نقى قلوبنا... وقدس أجسادنا وأرواحنا... لنكون هياكل مقدسة لك مقدمين كل حياتنا لتكون حياة مقدسة فيك وبك... وليتمجد أسمك القدوس فينا لأنك أنت الذي لك كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين.