د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك
سنغنّي الحرّيَّةَ،
وسنجاهد مِن أجلها طالما عشنا،
لا وبل سنموت –إنْ لزم الأمر– في سبيلها!
فالحرّيَّة أغنيّة عذبة، ورائحة زكيّة، ونسمة مملوءة بالروائح والعطور؛
نحلم بالحرّيَّة ليلًا ونهارًا، فهي حُلم اللّيل في منامنا، وحُلم النّهار في يقظتنا.
إنّها المنطق الذي تنبعث منه أفكارنا ومشاعرنا كلّها.
إنَّنا نعيش مِن أجلها، ونودّ أنْ نموت في سبيلها!
ونخشى على أنفسنا، وعلى أهلنا، وعلى كنيستنا، وعلى أمّتنا، مِن فقدان الحرّيّة،
فالحرّيّة هي الهواء الذي نتنسَّمه، وهي الماء الذي نشربه؛
فبدون الحرّيّة لا ثَمَّة حياة، وبدونها ما جدوى الحياة.
إنَّنا نُفضِّل أنْ نموت أحرارًا مِن أنْ نعيش عبيدًا؛
ونرغب في الموت ورؤوسنا مرفوعة وأيادينا مشدودة وأقدامنا منتصبة، بدلًا مِن أنْ نعيش سجناء لحياتنا ومخاوفنا!
نحلم باليوم الذي نرى فيه كلَّ إنسان حرًّا ويتغنّى حرّيّته.
نحلم بالحرّيّة للأطفال والشّيوخ،
للرجال والنّساء،
للفقراء والأغنياء،
للبيض وكلّ الألوان،
للأصحاء والمرضى،
للمتديّنين والملحدين!
أجل، سيأتى اليوم الذي ستسكن فيه الحرّيّة في الأماكن كلّها، وبين الشّعوب جماء،
لأنّها ستسكن في قلب كلّ إنسان.
أجل، فلكي نحرِّر بلادنا، وأراضينا، وجماعاتنا، وعالمنا، علينا أوّلًا أن نحرِّر أنفسنا،
وأن نكون أحرارًا مِن ذواتنا ومطامحنا ومطامعنا!