ماهر الجاولي – شيكاجو
كتب ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب علي صفحته الرسمية: "لقد توصلنا إلي إتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط، وسوف يتم إطلاق سراحهم قريباُ، شكراُ لكم".
كما خرج الرئيس الأمريكي الحالي بايدن من قاعة البيت الأبيض قائلاُ: "كانت واحدة من أصعب المفاوضات التي خضتها على الإطلاق"، وعندما سْئل أثناء مغادرته القاعة عمّن يستحق الفضل في اتفاق يوم الأربعاء – هل هو نفسه أم ترامب – أظهر الرئيس انزعاجه وقال: "هل هذه مزحة؟" ومضي دون إجابه علي السؤال.
لكننا نعاود السؤال: من فعلها... ترامب أم بايدن ؟!
بدأت الوساطة الأمريكية بين حماس وإسرائيل عندما أرسل بايدن مفاوضه بريت مكغورك إلي العاصمة القطرية الدوحة منذ أسابيع بهدف الوصول إلي إتفاق نهائي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسري والرهائن، وفي الأيام الأخيرة أرسل ترامب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف لينضم إلي زميله مكغورك لدفع المفاوضات نحو الإتفاق.
وفي هذه المرحلة تقاسم مكغورك (بايدن) وويتكوف (ترامب) إجتماعات التفاوض، حيث إجتمع ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي علي مائدة التفاوض، بينما إنضم إليهما مكغورك عبر الهاتف والذي قام - مسبقاُ بوضع معايير الإتفاق، لكن ويتكوف كان حاضراُ وجهاُ لوجه مع نتنياهو ليؤكد رغبة ترامب في إتمام الاتفاق قبل يوم تنصيبه.
وبعد إعلان الإتفاق علي لسان رئيس وزراء قطر في الدوحة، نسب الرئيس الحالي بايدن الفضل لنفسه، كما أخذ ترامب كامل الفضل لنفسه أيضاً.
ونحن نعاود السؤال: من فعلها... ترامب أم بايدن ؟!
المسؤولون في إدارة بايدن يجزمون بأن ملامح الإتفاق بدأت قبيل الانتخابات، بعدما توصل بايدن إلى وقف إطلاق نار منفصل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ومنها خرجت معالم الاتفاق النهائي مع حماس، والمتطابقة مع إتفاق إسرائيل وحزب الله في لبنان.
ومع ذلك اعترف مسؤولو بايدن بأن دخول ترامب في المفاوضات كان دافعًا مهمًا وسريعاُ في نجاح المفاوضات بعد شهور من الفشل، الأمر الذي دعي ترامب للقول بأن الاتفاق لم يكن ليتم إلا نتيجة لفوزه في الانتخابات.
لذا يمكن القول بأن التعاون بين فريقي بايدن وترامب في إتمام الإتفاق كان "تعاوناُ مثمراُ"، وأصبح ممكناُ نتيجة لتشابك مصالح الفريقين بعد إتمام الصفقة، حيث يحقق هذا الاتفاق إنجازاُ إيجابيًا أخيراُ لرئيس مهيأ لمغادرة منصبه بأدنى نسبة تأييد خلال فترته الرئاسية، كما يعزز من مصداقية الرئيس المنتخب الذي تعهد وهدد بأن "الجحيم سينفجر" في غزة إذا لم يتم الإتفاق المنشود.