محرر الأقباط متحدون
من مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض، وجه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن خطاب وداع لأمريكا والشعب الأمريكي، جاء خطاب الوداع ليعكس فترة رئاسته في الأربعة سنوات المنصرمة، إضافة إلي عقود من الخدمة العامة.

إستهل بايدن حديثه محذراُ من حكم الأقلية الغنية للبلاد، حيث قال: "أريد أن أحذر البلاد من أمور تثير قلقي الشديد، وأخطرها هو تركز السلطة بشكل خطير في أيدي قلة من الأثرياء، اليوم تتشكل أوليغارشية (حكم أقلية) في أمريكا من ثروة هائلة وقوة ونفوذ تهدد ديمقراطيتنا، كما تهدد حقوقنا الأساسية وحريتنا، والفرصة العادلة للجميع.

كما أعرب بايدن عن قلقه من سطوة شركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي علي عقل الأمريكيين، حيث قال: "أنا قلق بنفس المقدار من صعود مجمع صناعي تقني قد يشكل مخاطر حقيقية على بلدنا، الأمريكيون يُدفنون تحت وابل من المعلومات المضللة، مما يمكن إساءة استخدام السلطة، كما أن الصحافة الحرة تتراجع، والمحررون يختفون، وسائل التواصل الاجتماعي تتخلى عن التحقق من الحقائق، والحقيقة تُخنق بالأكاذيب التي تُروى من أجل السلطة والربح، لذا يجب أن نُحاسب هذه المنصات لحماية أطفالنا وعائلاتنا وديمقراطيتنا من إساءة استخدام السلطة.

وفي تحذير أخر شديد اللهجة، قال بايدن: "الذكاء الاصطناعي هو أكثر التقنيات تأثيراً في عصرنا، وربما في كل العصور، لكنه إذا لم تُوضع له الضمانات، يمكن أن يولد تهديدات جديدة لحقوقنا، وطريقة حياتنا، وخصوصيتنا، وكيفية عملنا وحمايتنا لأمتنا."
وحث بايدن في خطاب الوداع علي بقاء الأمريكيين منخرطين في العملية الديمقراطية ، قائلاُ: "علينا أن نظل منخرطين في العملية الديمقراطية،  أعلم أن الأمر محبط، لكن الجميع يستحق فرصة عادلة، ليس ضماناً، فقط فرصة عادلة وميدان لعب متكافي".

واستعرض بايدن تاريخه السياسي قائلاً: "بعد 50 عاماً من الخدمة العامة، أقول لكم إن الإيمان بفكرة أمريكا يعني احترام المؤسسات التي تحكم مجتمعاً حراً – الرئاسة، الكونغرس، المحاكم، وصحافة حرة ومستقلة.

وفي نهاية الخطاب طالب بايدن الشعب الأمريكي بالصبر، حيث قال: "سيستغرق الأمر وقتاً لنشعر بالأثر الكامل لما أنجزناه معاً. لكن البذور قد زُرعت، وستنمو وتزدهر لعقود قادمة"

وفي ختام حديث الوداع، حث بايدن الأمريكيين علي الوحدة لحماية الدولة العظمي أمريكا، حيث قال: "الآن حان دوركم للوقوف حراساً. كونوا حاملي الشعلة، حافظوا على الإيمان، أنا أحب أمريكا، أنتم تحبونها أيضاً، ليبارككم الله. جميعاً، وليحمي الله أمريكا".