الأب رفيق جريش
حدث كبير ينتظر مصر وهو حدث سنوى.. هو معرض الكتاب الدولى الذى كنا منذ نعومة أظافرنا ننتظره من السنة للسنة حيث الكتب حديثة الإصدار ورخيصة الثمن تزين أركان المعرض الدولى الذى كان فى السابق فى أرض ماهو الأوبرا حاليًا فى جزيرة الزمالك ثم انتقل لأرض المعارض بمدينة نصر وأخيرا استقر بجانب مسجد المشير طنطاوى، وكنا نجد أيضا الكتب العربية خاصة اللبنانية وننبهر بأناقتها وورقها ودقة الطباعة إلى أن أصبحت مصر هى الأخرى تصدر هذا النوع الفاخر من الكتب بفضل ناشرين مصريين استثمروا مالهم وجهدهم وخبرتهم فى عمل نقلة نوعية للكتاب المصرى. ولا ننسى الكتب الأجنبية ليس فقط فى الأدب والسياسة ولكن أيضا فى العلوم والهندسة وأخيرا التكنولوجيا، إن معرض الكتاب فعلًا حدث ثقافى كبير محليًا ودوليًا.

فقد أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥٦، والمقرر انعقاده بمركز مصر الدولى للمعارض، فى الفترة من ٢٣ يناير حتى ٦ فبراير المقبل، يحمل شعار «اقرأ»، مع وجود سلطنة عمان كضيف شرف، ما يؤكد عمق الشراكة بين مصر والسلطنة، موضحًا أن الوزارة حرصت على إعداد ٦٠٠ فعالية ثقافية متنوعة على هامش المعرض، كما تم استحداث محاور ثقافية جديدة مثل محور الدبلوماسية الثقافية بالتعاون مع وزارة الخارجية، والترجمة فى عصر الذكاء الاصطناعى.

وأعلن وزير الثقافة، خلال مؤتمر صحفى بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، إطلاق منصة الكتب الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الاتصالات، كما يشهد المعرض إطلاق أول بودكاست بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، وإضافة صالة خاصة للكتب المخفضة، وعددًا من المبادرات التى تعكس رؤية مصر لعام ٢٠٣٠.

وأضاف الوزير، أن دولة رومانيا ستكون ضيف شرف ٢٠٢٦، ودولة قطر ٢٠٢٧ وأن ذلك خطوة تؤكد الانفتاح الثقافى.

ويقام المعرض، هذا العام، على ٦ صالات للعرض لأول مرة، فيما يصل عدد دور النشر المصرية والعربية والأجنبية ١٣٤٥ دارًا من ٨٠ دولة، و٦٠١٥٠ عارضًا كما يقدم المعرض هذا العام خمسة مؤتمرات أبرزها ترجمة العلوم الثقافية فى زمن الذكاء الاصطناعى.

وأعلن وزير الثقافة، إطلاق مبادرة مليون كتاب والتى وصفها بـ«هديتنا لمصر» وتهدف لإهداء مصر مليون كتاب للوصول إلى جميع الفئات العمرية شاركت فيها جميع قطاعات الوزارة. وسيتم توزيع الكتب خلال فعالية بمعرض الكتاب، على الوزارات، ومنها: «التعليم، والتعليم العالى، والشباب والرياضة، والتضامن» بالإضافة لجامعة الأزهر والكنيسة ونقابة الصحفيين.

من الجميل أن نرى الشباب مقبلًا على القراءة فهو يزين معرض الكتاب بوجوده ونرى أفواجا من الشباب منتشرين فى أركان المعرض الكبير وأناملهم تختار الكتب خاصة فى العلوم الحديثة وأيضا إقبالهم على الندوات والمعارض المصاحبة للمعرض.

ما أتمناه أن يفتتح رئيس الدولة شخصيًا المعرض فهذا سيعطى رمزية اهتمام الدولة بالثقافة والمثقفين ويا حبذا لقاء فكرى ثقافى مع بعض الرموز الثقافية والفكرية التى تزخر بها مصر ونفتخر بهم.
نقلا عن المصرى اليوم