محرر الأقباط متحدون
مبادرة من مجلس أساقفة الكونغو الوطني (CENCO) وكنيسة المسيح في الكونغو (ECC) لإبعاد شبح كارثة إنسانية في منطقة البحيرات العظمى

"كم من المعاناة والموت والاغتصاب والتهجير والدمار يجب أن يحدث بعد قبل أن يعمّ السلام والانسجام في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى؟" بهذا السؤال وغيره، يرسم مجلس أساقفة الكونغو الوطني (CENCO)  وكنيسة المسيح في الكونغو (ECC) صورة قاتمة للوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى، حيث يلوح في الأفق "شبح كارثة إنسانية بعواقب لا يمكن تصورها". في بيان صحفي نُشر هذا الأسبوع، دعا الواقعان جميع المسيحيين وأصحاب النوايا الحسنة إلى اعتبار عام ٢٠٢٥ "عام السلام والتعايش السلمي" في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى. وقد وُجّه النداء بشكل خاص إلى السكان المحليين لجعل هذا الالتزام أولوية قصوى، في مواجهة "حالة طوارئ حياتية". كما دُعي الشعوب الجماعات والدول في المنطقة، بمناسبة يوبيل الرجاء، إلى العمل من أجل "تعايش سلمي ومتضامن".

وفي رسالتهما أكّد مجلس أساقفة الكونغو الوطني (CENCO) وكنيسة المسيح في الكونغو (ECC) أنه لم يعد من المقبول البقاء غير مبالين بالصراعات السياسية والمسلحة وما تخلّفه من انقسامات وآثار مدمّرة على الحياة البشرية والبيئة والظروف الاجتماعية والاقتصادية لشعوبنا بالإضافة إلى المعاناة والموت والاغتصاب والتهجير والدمار. كذلك شدّد مجلس أساقفة الكونغو الوطني (CENCO) وكنيسة المسيح في الكونغو (ECC)  على أهمية تعزيز "ثقافة حسن الجوار عبر الحدود" في بلدان منطقة البحيرات العظمى، من أجل التنمية المستدامة، مع التأكيد على ضرورة وقف "إراقة دماء آلاف الأبرياء". ولهذا، تمّ توجيه نداء عاجل: "لنسارع إلى إبرام هذا الميثاق الاجتماعي من أجل السلام والتعايش في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى بدون أي تأخير".

ويرى الأساقفة الكاثوليك وممثلو البروتستانت أن "النتيجة الخلاصية" لهذا الميثاق ستُمكّن إفريقيا من التخلص من النزاعات السياسية المسلحة والانضمام إلى منطق الأخوة العالمية بين الشعوب والجماعات والدول". وبحسب الوثيقة، التي وقعها القس إريك نسنغا، الأمين العام لمجلس أساقفة الكونغو الوطني ، والأب دوناتيان نشولي، الأمين العام لكنيسة المسيح في الكونغو ، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب: دعم النداء الذي يسعى إلى تبادل الأفكار والحوار للبحث عن حلول جذرية لأسباب النزاعات المسلحة التي تغرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى في الحداد وسفك الدماء؛ الاتحاد في احترام التنوع من أجل بناء إفريقيا قوية قادرة على مواجهة تحديات العولمة؛ حثّ القادة الأفارقة على الانضمام إلى المبادرة من أجل إسكات صوت السلاح وتأسيس شراكات تدعم التنمية الشاملة والمستدامة، بعيدًا عن الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية الذي يغذي الصراعات؛ وأخيرًا دعوة المجتمع الدولي إلى دعم الشعوب الإفريقية في بناء قارة يسودها العدل والسلام وتحظى بظروف معيشية وبيئية أفضل للأجيال القادمة.