مريم كامل
أقولها صراحه دون أن أخشي أحدا فلا تخدعوا الناس بقولكم أن غزة أنتصرت فالحقائق تشير إلى إنهزام محقق تجلت صورته
عندما عاش أطفال غزه ونسائها ومرضاها وأبرياؤها رعبًا دام تقريبًا سنتان وأكثر كان القلب يدمي ألمآ عليهم وما أصابهم وهذا الأمر الذي يحتاج لسنوات مطولة للتعافي من آثاره النفسية الجسيمه التي خلفتها الحرب على الأبرياء الأطفال خصيصاً لكونهم باتوا مذعورين ليالي طويلة حيث الشتاء القارص في حين يتنعم الجبابره قاده حماس الإجرامية الخائنه للوطن وللقضيه بشتاء دافئ في بلاد الغرب حيث التدفئة المركزية الأمريكية والدولاريه من الذين باعوا لهم القضية برمتها فقد خلّفت الحرب خمسين ألف قتيل وما يذيد أي تركت آلالام آلتي لا تزول جراء الفقد وحصار عدد المفقودين وخسائر عائليه وأباء لأسر كثيرة غير بموجودين
وهذا بخلاف ما تحت الأنقاض والركام والبيوت المتصدعه
وقد خلّفت الحرب ما يقارب الآلاف الجرحي والمعاقين والذين باتوا بعاهات مستديمة تعجز الإنسان عن العمل أو ممارسة أي مهنه بعد الحرب أي أصبح يريد من الدولة أن تقوتهم وتنفق عليهم من أين في ظل إقتصاد خرب بالكامل مثلما هو واضح ليس هذا فحسب
فقد خلّفت الحرب حوالي الآلاف الأسري في السجون الأسرائيلية أي حرمان مطول لأسر كثيرة من ذويهم ولا يجدون من يحنو عليهم أو حتى الإعانات ستعوض تلك البيوت الخربه الخاوية من سكانها
فقد خلّفت الحرب دمارًا شاملاً شبه تام للمنازل والمرافق والمستشفيات حتى أصبحت غزة مكانًا لا يصلح تقريبًا للحياة أو حتى للعيش لا من قريب ولا من بعيد
قلما من تجدهم يهرولون إلي منازلهم سريعاً أن وجدت حتى ولكن سرعان ما يتحول فرحهم المؤقت هذا لحزن مرير عندما لا يجدون أين يسندون رؤسهم أو منزلاً يستقرون فيه
و قد تسببت الحرب في خسائر جسيمة لإقتصاد غزة
والذي قدره الخبراء أنه يحتاج إلى عده أعوام حتى يتعافي وينهض ويستطيع حينها أن يواكب ما هو يذداد بسرعه البرق
وقد تسببت الحرب في أكثر من مليون نازح على الأقل أن لم يكن اكثر أي قرابة عدد لا يستهان به من سكان القطاع أكثر من ثلثي العدد
فإن قلب الحقائق وإدعاء النصر
لا يغير من حقيقة الواقع المريرة شيئًا بل يحجب الرؤية للشعوب العربية الأخري عن إستخلاص الدروس والعبر والوقوف على الحقائق لعلهم يفقهون ولا يكررون نفس المأساة ثانيه
وهكذا وأن تكررت المأساة
فربما تكون عبره وعظه ما حدث بغزه تحت شعارات زائفة واهمه لا تقيم بالًا لقيمة الإنسان
وآدميته وإنسانيته ودمائه وجراحه وأوجاعه بل تلقي به لتقدمه قربانًا على مذبح العنتريات والخدع الواهمه التي لا تنسب للواقع إطلاقا
وفي النهاية عند مقارنة ما يحدث في غزة وما حدث مع دولة مثل ألمانيا مثلاً والتي أصيبت بهزيمة ساحقة في الحرب لكنها خرجت منها دولة أخرى تمامًا معافي إقتصاديا ونفسيا وذلك بفضل صدقها مع نفسهاوعدم وقوعها أسيرة الشعارات الخادعة إذ اعترفت بالخطأ، وأستوعبت الدرس، وقامت بتقييم تجربة الحرب المريرة
وأعادت بناء الدولة على أسس صحيحة وعلمية
والجزائر مثال وهي بلد عربي
بلد المليون شهيد كما يقولون عبره وعظه أيضاً عندما انتصرت على فرنسا وتقوت وذادت صلابة تلك هو النصر بعد الهزيمة
هذا مثال ومثال لفيتنام أمام أمريكا أنتصرت وهما على قدر خسائر واحد وأستطاعت فيتنام بالتعافي وأستقلت وأصبحت كما هي الآن
ولكن كل ما ذكرته أمثلة حروب وأنتصارات
فأي إنتصار محقق إذن لغزه وسكانها أم بالاحري كانوا ينحون ويبكون بدلا عن الرقص والزفاف هذا أمام الكاميرات لوقف إطلاق النار و التكبيرات والصيحات
فهل هذا وقته هل هذا إنتصار
عجبت لك يازمن ولكني أعلم جيداً بغش وقلب الحقائق التي يتمتع بها العرب أينما كانوا وأينما وجودوا فكل شخص عربي طامس للحقائق مخالف لكل ما هو واقع حتى لو كان ذلك سيكون على حساب وطنه وتحريره وعزته ونصرته وبنائه فالوطن لديهم حفنه من التراب
فالعربي الأوحد في خلق بدع وهرطقات النصر وهو بعيد كل البعد عنها ويقولون إنتصار
أي إنتصار إذن وعن أي نصر تتحدثون
وهنا لابد من التخلص من حماس ورضوخها للشروط المنصوص عليها شئت أم أبت فهم وبالحق المتسببون في كل هذا الخراب والدمار وما خلفته الحرب هذه مع مواطنين عزل أبرياء راقت دمائهم وهم فقط ممن دفعوا الثمن غاليا
لعن الله كل مختال فجور
ونصر الله كل عاقل حكيم