محرر الأقباط متحدون
 يتناول الأقباط بعض المؤكلات في عيد الغطاس، نظراً لدالالتها الرمزية المرتبطة بالعيد، مثل تناول القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفى، وكلها مأكولات مرتبطة بالمياه ولها علاقة رمزية بعيد الغطاس.

 القلقاس هو الوجبه الرئيسية لهذا العيد، حيث يقشر ويطهى داخل الماء رمز للتطهير من الخطية، والتغطيس فى المياه بعد ذلك.

أما القصب فيرجع تناوله إلى عصر الدولة الفاطميّة (909-1171م)، حيث كان يوَّزّع من قِبل الدولة، مع غيره من مأكولات على المسيحيين، فقد قال بن إياس (وهو من مؤرخى القـرنين (15 ,16م) وله كتاب اسمه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور" ذكر فيه:

وكان يُنفق فى تلك الليلة من الأموال ما لا يُحصى فى مآكل ومشارب.. وكانوا يُهادون رؤساء الأقباط فى تلك الليلة: القصب والسمك البوري والحلوى".

القصب - أيضاً - يذكِّرنا بالمعموديّة، فهو ينمو في المناطق الحارة وهذا إشارة لحرارة الروح، الَّتي تجعل الانسان ينمو فى القامة الروحيّة ويرتفع باستقامة مثل إستقامة القصب.

ويحتاج القصب إلى ماء كثير لينمو، ونحن نحتاج لمياه المعموديّة لتموت الخطيّة الجديّة، وننمو في الحياة الروحيّة الجديدة مع المسيح.

ويُشير القصب - أيضاً - إلى حلاوة النعمة الإلهيّة، الَّتى يحصل عليها الإنسان عندما ينال سر المعموديّة،

كما أن عود القصب ينقسم الى عُقل، وكل عُقلة تُذكِّرنا بِما اكتسبناه من فضائل فى حياتنا، ففي الطفولة تعلَّمنا الطاعة، وفي الشباب الطهارة، وبداخل القصب نجد القلب الأبيض، وفي هذا إشارة إلى نقاوة قلب المعمد، ومعروف أنَّ ّنقيّ القلب، ينبع من قلبه حلاوة المحبَّة والفرح والسلام.

ويُذكِّرنا القصب باستقامته وارتفاعه وحلاوته، بضرورة النمو فى القامة الروحيّة حتَّى نرتفع إلى أعلى أيّ إلى الله، وإفراز حلاوة الفضائل الروحيّة من قلوب طاهرة بيضاء، تُعتصر حُبَّاً من أجل الآخرين فتعطي مذاقاً حلواً لهم.  

ولعل هذا هو السبب الذى جعل الأطفال، يضعون الشموع على قمَّة أعواد القصب، ويرفعونها عالياً وهم فى طريقهم قداس عيد الغطاس.