بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
تكمن أهمية النهر في ارتباطه بالكثير من الأحداث التاريخية والدينية ، خاصة عماد السيد المسيح . "وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد عن يد يوحنا في الأردن. وبينما هو خارج من الماء رأى السماوات تنشق ، والروح ينزل عليه كأنه حمامة . وانطلق صوت من السماوات يقول : " أنت ابني الحبيب ، عنك رضيت " . مرقص ١: ٩-١١
والموقع نفسه يحمل تذكار النبيين إيليا وأليشاع اللذين عبرا الأردن بشكل عجيب ، وعبْر الأردن أُخذ إيليا إلى السماء بعربة من نار ( ٢ ملوك ٢: ١١ ) . هو جزء من الانهدام الأفرو – آسيوى الممتد من شمالي سوريا الى تنزانيا بأفريقيا .يجري نهر الاردن في وادي الأردن ( الغور ).
وهو أطول نهر في فلسطين إذ يبغ طوله 252 كم ، ولكنه يبقر نهراً صغيراً بالمقاييس العالمية ، فهو نهر ضيق وغير عميق حتى انه بالإمكان السير فيه دونما سباحة في اشهر الصيف . يتجه النهر من المشال الى الجنوب فاصلا بين فلسطين والاردن ويصب في البحر الميت " 6 كم شرقي اريحا ) .
هذا ويدعي الأردنيون اليوم أن موقع عماد السيد المسيح يقع على الجهة الشرقية من النهر . للأسف فان الضفة الغربية للنهر تعد منطقة عسكرية مغلقة وبالتالي تحرم زيارتها والتعرف إلى المواقع التاريخية والأثرية فيها علي الزوار وخاصة منطقة المغطس .
وتقوم على الأردن'>نهر الأردن العديد من الجسور التي تربط ضفته وأهمها جسر اللنبي أو الكرامة كما يسميه الفلسطينيون أو جسر الملك حسين كما يسميه الأردنيون، يمثل هذا الجسر نقطة العبور الرئيسية للفلسطينيين والأردنيين نحو الضفة الأخري . أما جسر الشيخ حسين فيقع الى الشمال قرب طبريا ، وهو جسر يستخدمه الإسرائيليون والأجانب لزيارة الأردن . يمكن للسياح الأجانب القادمين من إسرائيل عبر هذا الجسر أن يحصلوا على فيزا سياحية للأردن اذا دخلوها من هذا الجسر ، ولكن ليس من جسر اللنبي . إلى الجنوب من جسر اللني هناك جسر آخر هو جسر الملك عبد الله ، وبين هذه الجسرين مونقع العماد " المغطس " الذ تحيي فيه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية سنوياً ذكري تعميد المسيح في مياه الأردن .
دير القديس يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس
بني الدير على مسافة حوالي ١٠ كم شرقي أريحا فوق أطلال قلعة بناها جوستنيانوس لحماية الحجاج. وتحتفظ الكنيسة بفسيفساء تعود لكنيسة بيزنطية من القرن الخامس .
يقع على شاطيء نهر الاردن ـ ويعرف بـ "الشريعه" ـ وعلى بعد مسافه كيلو مترين من دير القديس يوحنا المعمدان للروم الأورثوذكس، وبين دير السريان ودير الأحباش، ويشتمل الدير على بنائين : البناء الرئيسى يحتوى على عدة غرف وليس به كنيسه وكان الأقباط فى الماضى يقيمون قداسهم على مذبح متنقل، والمبنى الثانى يستعمل كمخزن منزلى وبه البئر، وعلى الدرجات المؤديه للبئر كتبت " سنه 1929"، وعلى بعد عشره أمتار من هذا المخزن توجد بعض قبور لمن توفى من الأقباط المصرين أثناء موسم التقديس .
دير مار يوحنا للاقباط الارثوزكس على نهر الاردن
يقع دير القديس يوحنا المعمدان على شاطيء نهر الاردن ـ ويعرف بـ "الشريعه" ـ وعلى بعد مسافه كيلو مترين من دير القديس يوحنا المعمدان للروم الأورثوذكس، وبين دير السريان ودير الأحباش، ويشتمل الدير على بنائين : البناء الرئيسى يحتوى على عدة غرف وليس به كنيسه وكان الأقباط فى الماضى يقيمون قداسهم على مذبح متنقل، والمبنى الثانى يستعمل كمخزن منزلى وبه البئر، وعلى الدرجات المؤديه للبئر كتبت " سنه 1929"، وعلى بعد عشره أمتار من هذا المخزن توجد بعض قبور لمن توفى من الأقباط المصرين أثناء موسم التقديس .
قام المتنيح الانبا ثاوفليس مطران الكرسى الاورشليمى بوضع اساس بناء كنيسة مار يوحنا المعمدان فيه غير أنها لم تكتمل فى زمانه، وأكملها المتنيح الانبا ياكوبوس وأقام بهما حتى سنه 1956 احد الآباء الكهنه لصيانتهما وللاشراف على ثلاثين فدانا من الاراض الخصبه ضمن مساحه تملكها طائفة الأقباط على ضفاف الأردن'>نهر الأردن .
ويحج الاقباط إلى هذا النهر فى موسم الفصح وهى عاده قديمه أشار إليها كتاب القرن التاسع عشر إذ يقول اربي
IRBY الذى زار الأرض المقدسه فى سنه 1818 أنه شاهد على الأردن'>نهر الأردن مسيحيين من كل الجهات يونان وقبط من مصر وأحباش من أثيوبيا، وكان بعض هؤلاء الحجاج يركبون جمالا والبعض الآخر بغالا أو خيولا أو حميرا وبلغ عدد الجميع حوالى 5000 شخص ، والأقباط يذهبون عاده أثناء موسم التقديس فى يوم أربعاء البصخة آى ( أربعاء أيوب ) ويوم عيد الغطاس واحيانا عدت ايام فى خيام مقابل الدير خاصتا فى عيد الغطاس
بناء سلم الشريعة ومقاعد لراحة الحجاج :
رأت البطريركية القبطية بالقدس أن في سنة 1946م الدرجة التى إقامه مثلث الرحمات الأنبا ثاوفليس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى السابق الذى على حافة الأردن'>نهر الأردن لمعاونة الحجاج الأقباط على النزول إلى النهر للتبرك من المكان الذى تعمد فيه السيد المسيح له المجد، قد تداعى وان الكثير من درجاته قد تهدمت بتأثير مياه النهر عند فيضانه، الأمر الذى كان يعرض الحجاج الأقباط إلى تحمل بعض المتاعب وقت زيارتهم للشريعة وقد قام نيافة الانبا باسليوس الرابع مطران القدس الراحل ببناء سلم جديد بالخرسانه المسلح عرضه ستة أمتار تعلوه صالة فسيحة طولها تسعة أمتار وعرضها أربعة تغطيها قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة، وقد وضع فوق القبة صليب كبير من الحديد على الطراز القبطي.
و كان يقيم من الأقباط بالشريعة بعض الآباء الرهبان بصفه دائمة لاستقبال الزوار الذين يفدون عادة إلى المكان لنول بركة الشريعة .
علي أن اقامة الصلوات فى هذا الدير قد توقفت منذ حرب يونية 1967م، كما منع الراهبين القبطيين الذين كانا يقيمان فى الدير من البقاء فيه، حيث اعتبرت المنطقة، منطقة عسكرية مملوءه بالالغام .
قامت البطريركية بتمهيد قطعة كبيرة من الأرض على حافة النهر بجانب الدرج الجديد، وغرست حولها الأشجار ووضعت فيها مقاعد وطاولات ليجلس عليها الزوار والحجاج تتسع حوالى خمسمائة فرد، وقد صنعت من الموزاييك لتتحمل تقلبات الجو، كما مهد الطريق الذى يؤدى من الطريق العام إلى حافة الأردن'>نهر الأردن لتتمكن السيارات كبيرة كانت أم صغيرة من الوصول إلى هناك .
وكانت البطريركية بالقدس تقيم سنويا صلوات واحتفالات برمون عيد الغطاس المجيد بدير القديس يوحنا المعمدان للأقباط الأرثوذكس بالشريعة كما تقيم صلاة اللقان على شاطئ الأردن'>نهر الأردن ويقام عادة بهذه المناسبة احتفال مهيب ينتظم رجال الدين من كهنة وشمامسة تتقدمهم فرق الكشافة والمرشدات بموسيقاهم حيث يسيرون فى موكب رسمى من دير القديس يوحنا إلى حافة النهر حيث تؤدى الصلاة ثم يعود الموكب إلى الدير بعد انتهاء صلاة اللقان ويحضر هذه الصلوات سنويا عدد كبير من الأقباط يفدون من سائر البلدان للاحتفال بهذا العيد المجيد .
وحديثا فى عام 1996م ارسل رؤساء الكنائس التى لها ممتلكات على شط نهر الاردن رسالة إلى السيد رئيس وزراء الاسرائيلى لتمكين الكنائس من مزاولة الشعائر الدينية بهذه الاديرة الموجودة على الشط الغربى على نهر الاردن، بعد ان تم توقيع معاهدة السلام مع الاردن . ومنذ ذلك الوقت بدأت كنائس القدس بزيارة الشريعة على نهرالاردن فى المنطقة المقابلة لاريحا بجوار دير مار يوحنا المعمدانى التابع للروم الارثوذكس ، أما الاقباط بعد زيارتهم لنهر الشريعة وذلك فى عيد الغطاس المجيد وفى أربعاء البصخة يتوجهون الى دير الانبا أنطونيوس باريحا لقضاء يوم روحى جميل .