محرر الأقباط متحدون
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح هذا اليوم بأنه وبعد توقف حرب الإبادة في غزة لاحظنا ازديادا غير مسبوق في الحواجز العسكرية في الطرق التي تؤدي الى المحافظات والمدن والبلدات الفلسطينية.

فأصبحت مسألة الوصول الى بيت لحم او رام الله او نابلس او غيرها من الأماكن مسألة في غاية الصعوبة والمكان الذي يحتاج نصف ساعة للوصول اليه قد يحتاج الى خمس ساعات وكل هذا يندرج في اطار سياسة التنكيل والاذلال الممارسة بحق شعبنا.

لقد انتهوا من غزة واليوم يستهدفون الضفة بأساليب معهودة وغير معهودة.

لقد استمعت الى خطاب الرئيس ترامب يوم امس حيث شدد على مفهوم السلام وانه يريد تحقيق السلام في كل مكان في هذا العالم حيثما هنالك حاجة للسلام.
ونحن نقول للرئيس ترامب بأن السلام في فلسطين لا يمكن ان يكون من خلال اذلال الفلسطينيين ومحاصرتهم والتنكيل بهم ، فالسلام الحقيقي هو ثمرة من ثمار العدل وبغياب العدالة تبقى كلمة السلام اكذوبة كبرى .

من أراد سلاما في هذه الأرض عليه ان يعمل على انهاء الاحتلال ورفع الحصار عن شعبنا فقد اضحى الفلسطينيون جميعا وكأنهم يعيشون في سجن كبير ، ومن يريد ان يأتي الى القدس من الضفة يحتاج الى تصاريح تعجيزية في حين ان القدس هي عاصمة فلسطين وهي حاضنة اهم المقدسات المسيحية والإسلامية ومن المفترض ان يتمكن كل فلسطيني من المجيء الى القدس والتجول في ازقتها واسواقها وزيارة معالمها ومقدساتها .

السلام لا يعني الاستسلام والفلسطينيون وبالرغم من كل آلامهم واحزانهم واوجاعهم لن يستسلموا ولن يرفعوا الراية البيضاء وهم متمسكون بحقوقهم وثوابتهم .

امام ما يحدث حاليا في الضفة نوجه نداء حارا الى الرئيس الأمريكي الجديد والى كل القادة في العالم بما في ذلك القادة العرب بضرورة ان يتحركوا وبسرعة من اجل إزالة الحواجز العسكرية وإزالة المظاهر الاحتلالية العنصرية لكي ينعم الفلسطينيون بالحياة والحرية في وطنهم .

يجب ان ينتهي الاحتلال وهو سبب كل المصائب ويجب ان يتحرر الفلسطينيون من الاستعمار ويجب ان يعيشوا حياة طبيعية وان يتمكنوا من الانتقال من مكان الى مكان في بلدهم بحرية بعيدا عن الحواجز وعن التصاريح التعجيزية التي ويا للأسف أصبحت مطلبا لكل فلسطيني يبحث عن العمل في مناطق ال48.

الى متى سوف يستمر هذا الظلم وهذا التنكيل ، هذا سؤال نطرحه على قادة العالم الذين يتحفوننا بخطاباتهم التي تتحدث عن السلام ولا يقومون بخطوات عملية لرفع الظلم عن شعبنا .

غزة دمرت بالكامل وابناءها يعيشون في أوضاع كارثية والضفة الغربية مدنها ومحافظاتها معزولة عن بعضها البعض ويمنع الفلسطينيون من الوصول الى القدس، أما الذهاب من القدس الى الضفة فأصبح امرا محفوفا بالمخاطر ناهيك عن الساعات التي يمكن ان تقضيها امام الحواجز حتى يأتي دورك لكي تمر .

ادعو وفدا امميا يمثل الدول العالمية المنادية بالسلام الى ان يأتوا الى فلسطين ويتجولوا في الضفة الغربية لكي يعاينوا معاناة المواطنين ، فمعاناة الفلسطينيين يجب ان تصل الى كل مكان ويجب ان يعرف العالم بأسره ان الفلسطيني مظلوما في قريته وفي مدينته وفي بيته وفي حقله وفي طريقه الى عمله ، انه مظلوم في كل تفاصيل حياته فالى متى سوف يستمر هذا ؟؟

ارفعوا الظلم عن شعبنا المظلوم والمنكوب والمكلوم فالفلسطينيون يستحقون الحياة والحرية والتي في سبيلها قدموا التضحيات الجسام .