د.ممدوح حليم
لاشك في أنه من الظواهر اللافتة للنظر في مصر التقارير الدولية آلتي تشير إلى انتشار ظاهرة عدم الاهتمام بالدين لدى الشباب الذي قد يصل إلى حد الإلحاد واللادينية.....
ومنذ منتصف السبعينات من القرن الماضي ، بدأت حركة تدين واسعة النطاق في مصر ، قد شجع نظام السادات على ذلك لأسباب متعددة ، منها رغبته في القضاء على الشيوعيين واليساريين الذين يكن لهم المتدينون عداء ، وكذلك توجيه المجتمع من خلال عدد محدود من رجال الدين البارعين .
ولقد ظهر في ذلك الوقت رجال دين ذوو شعبية وقدرة كلامية بارعة وتأثير كبير على عقول الناس، حتى صار الدين هو المتحكم الرئيس في سلوكيات الناس وتفكيرهم، على أن ذلك لم يصاحبه تحسن في الأخلاق والسلوكيات كما كان متوقعا....
ومن المبادئ المهمة في علم الاجتماع وعلم النفس أن كل شيء زاد عن حده ينقلب إلى ضده..
وفي مظاهرات ٢٥ يناير ٢٠١١ ، أسرع بعض رجال الدين إلى مطالبة الشباب بعدم الخروج في هذه المظاهرات. لم يستمع لهم الشباب. تعد هذه الواقعة بداية انهيار السلطة الدينية في مصر ، وخروج شباب الجيل الجديد عن طاعة رجال الدين والانصياع لهم.
ولا تميل الأجيال الجديدة إلى الخضوع وبذل الجهد، لذا ينفر كثيرون منها من التدين الذي قد يصل إلى الإلحاد...
ومع ظهور رجال دين أضعف وأقل تأثيراً من رجال الدين في الجيل السابق، صار التأثير الديني أضعف على المجتمع
إن العالم يتغير ، ومصر جزء منه. ومن أهم ملامح العالم المعاصر ضعف الإقبال على الدين الذي قد يصل إلى حد الإلحاد