محرر الأقباط متحدون
التربية على احترام القواعد والتعايش المدني والاهتمام بحماية البيئة، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله وفد الهيئة الإيطالية للسيارات.
استقبل البابا فرنسيس اليوم الخميس 23 كانون الثاني يناير وفد هيئة السيارات الإيطالية والتي لا تزال تحمل الاسم الذي تأسست به أي نادي السيارات الإيطالي. وفي بداية كلمته رحب قداسته بالجميع معربا عن سعادته للقائهم في بداية هذه السنة اليوبيلية التي نحن مدعوون فيها إلى أن نكون حجاج رجاء. وقال قداسته إن الشيء الأهم بالنسبة للحج هو تحديد هدف والقيام بكل الخطوات اللازمة لبلوغه بدون الالتهاء خلال السير أو هدر الطاقة في أشياء جانبية أو مجرد التجوال للتمكن من رؤية كل شيء ما يؤدي إلى نسيان الهدف، فقد يحدث أن نجد أنفسنا في متاهة خلال التجوال في الحياة فننسى الغاية والمقصد.
وواصل قداسة البابا الحديث عن الحج فأشار إلى خطر أن نضل الطريق أو أن نواجه مصاعب أو الشعور بأننا قد تهنا. الحج يمكنه بالتالي أن يكون لكل واحد منا فرصة للانطلاق مجددا واللحظة المناسبة لإعادة ترتيب مسيرة حياتنا، وذلك من خلال تحديد المراحل الأساسية التي لا يجب تفويتها وتلك التي يمكن أن تكون عقبات أمام وصول الهدف، قال البابا. وتابع قداسته مشددا على أنه لا يمكننا البقاء بلا حراك بل نحن في بحث متواصل، في سير نحو الهدف، وأراد قداسته هنا استعارة صورة المياه والتي حين تصبح راكدة فإنها قد تفسد وتتلوث. إلا أن هذا الهدف ليس عشوائيا، واصل قداسة البابا فرنسيس، بل هو هدف تقاسم وأخوّة وفرح في هذا العالم بأنواره واختباراته، وذلك في انفتاح على فرح نهائي برفقة يسوع ومريم وجميع القديسين، تابع الأب الأقدس مشددا على ضرورة ألا نحبَط أبدا بل علينا الانطلاق مجددا دائما.
ومن هذا المنطلق أراد البابا فرنسيس التأمل مع ضيوفه في كلمتين هامتين تصبحان دربين للسير عليهما من أجل منح رجاء للحاضر وبناء مستقبل كريم، قال قداسته، وهما التربية والبيئة. وفي حديثه عن الكلمة الأولى، التربية، قال الأب الأقدس إننا في حاجة إلى ثقافة احترام وسلامة تَنقُّل وذلك بدءً من المدارس. وقال لضيوفه في هذا السياق إن البرامج التكوينية التي يقترحونها على طلاب المدارس تشكل إسهاما هاما في التربية على المواطنة الفعالة. وتحدث قداسته عن أن التصرف بمسؤولية واحترام القواعد والوعي بالمخاطر تدعم كلها تعايشا مدنيا وبلوغ هدف ألا يكون هناك ضحايا على الطرقات. وأضاف البابا أن هذا ليس مجرد هدف وبرنامج بل هو واجب، وشجع بالتالي الحضور على مواصلة الالتزام من أجل لفت الانتباه إلى هذا الأمر والتنشئة عليه، فهذا أيضا هو أسلوب لتعزيز الدفاع عن الحياة.
ثم انتقل قداسة البابا إلى الحديث عن الكلمة الثانية، أي البيئة، مشيرا إلى ارتباطها بالتربية. وتحدَّث عن التبعات التي لا يمكن إنكارها على بيتنا المشترك ومَن يسكنونه لبعض الأمور مثل أعداد السيارات واستهلاك الطاقة غير المتجددة وتكلفة الوقود، التلوث والازدحام. وأكد البابا فرنسيس أن ما على الحك هي جودة الحياة، ومن المُلح بالتالي العمل من أجل مواجهة هذه التحديات بشكل جدي وبعزم وذلك أيضا من خلال تأسيس ميثاق لتشجيع الاستدامة. وواصل الأب المقدس مشيرا إلى ما تُوفر التكنولوجيا في هذا المجال من فرص وأدوات، كما وشدد على ضرورة أن تكون لدينا نظرة موسعة والتطلع إلى تعاون وأفعال مشتركة تأتي بمنافعها على الجميع بجعل التنقل مستداما وممكنا.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء وفد هيئة السيارات الإيطالية الذين استقبلهم اليوم الخميس 23 كانون الثاني توقف قداسة البابا عند مواصلة الهيئة منذ 120 سنة تقديم خدماتها للمواطنين، ودعا الخضور إلى مواصلة هذا العمل في تماشٍ مع الزمن وفي تغير الحقبة الذي نعيشه حاليا وذلك بجعل الأشخاص وخيرهم وسلامتهم في المركز. ثم ختم البابا فرنسيس موكلا الجميع وعائلاتهم وعملهم إلى القديس كريستوفر شفيع المسافرين، وختم قداسته مانحا بركته للجميع سائلا إياهم أن يُصلوا من أجله.