حمدى رزق

قطع بيان الخارجية المصرية برفض مقترحات الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» جملة وتفصيلًا قول كل خطيب شرير يزايد على الموقف المصرى الثابت من مخطط تصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان غزة، وتوطينهم فى بلدان أخرى.

بيان على وقته، نصًّا من البيان ليمتنع المزايدون: «رفض مصر لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل».

 

موقف مصرى محترم ويُحترم من المحترمين، دعك من شذاذ الآفاق فى قنوات رابعة الإخوانية، والمؤلفة قلوبهم إخوانيًّا أو أمريكيًّا أو على كل لون يا باتيستا، ليست لهم قضية، فحسب يكيدون للدولة المصرية، هم أنفسهم مَن ملأوا الدنيا صياحًا «افتحوا الحدود»، لو فتحت مصر وقتئذ الحدود لما بقى فلسطينى واحد فى أرضه تحت القصف.

 

«اللى ميشفش من الغربال يبقى أعمى»، وربنا ابتلانا بقطعان من العميان يزايدون على الموقف المصرى ناصع البياض فى شأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

 

بمسؤولية تاريخية عن القضية، مصر الكبيرة سبقت بالرفض، ولا تزال عند موقفها الرافض، وتحملت الغرم رافضة، ولم ولن تحيد عن موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية.

 

يا جبل ما يهزك ريح، اللاءات المصرية الثلاث: لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل، لاتزال صامدة كالجبال الرواسى فى مواجهة مخطط صهيونى استعمارى خبيث يقضى بتفريغ سكان غزة فى سيناء.

 

قطع لسان مَن يلقح على الموقف المصرى بكلمة، لسان مصر فصيح، قالها الرئيس السيسى حاسمًا فى مواجهة كل رسل العناية الأمريكية، وسيقولها باسم الشعب المصرى بأعلى صوت ليسمعها العالم بأسره، مصر الأبِيّة لا تقبل الدنِيّة، وتأنف مثل هذه الصفقات المشبوهة، ولا تبرم صفقات على أرضها التى هى عِرضها، وتجوع الحرة، ومصر حرة أبية وقرارها من رأسها، لا تقبل إملاءات أمريكية.

 

مصر الكبيرة تمارس دورها التاريخى فى الحفاظ على القضية، لا تتبضع دورًا، ولا تسعى إلى دور هو دورها ولو كرهتم، ودورها محورى ورئيس، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، تكاد القضية تكون قدَرية، قدَر مصر وشعبها.

 

لولا الدور المصرى على مر التاريخ ومنذ نكبة ٤٨ فى حفظ كتاب القضية، لصُفيت دماء القضية الفلسطينية، ولما بقى فى الأرض المحتلة ديار، مصر التى وقفت كالطود الشامخ تدافع عن حق البقاء، بل حق العودة، وحقوق الشعب الفلسطينى المهدرة، وحقه فى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

 

مصر التى رفعت «لاءاتها» الشهيرة فى وجه المعسكر الغربى الذى تداعى لنصرة إسرائيل بالمال والسلاح والدعم وحق الفيتو فى مجلس الأمن، وصدرت عناوينها الرئيسية فى وجه مجرمى الحرب، لا للتهجير، ولا للتوطين، ولا لتصفية القضية فى الأراضى المصرية.

 

 

وأعلنتها مصر على العالم، وبلسان قائدها البطل السيسى: «التهجير القسرى للفلسطينيين خط أحمر»، ورضخ لمشيئتها صقور الكابينت الإسرائيلى، وساكنو البيت الأبيض، وهاهم يعاودون الكَرّة بعد أن سكتت المدافع. ومصر عند موقفها الرافض لا تتزحزح عنه قيد أنملة، (راجع بيان الخارجية المصرية)، لسان حال الدولة المصرية الأبِيّة.

نقلا عن المصرى اليوم