حمدى رزق
أتوق إلى قراءة مذكرات الرئيس الأمريكى السابق «جوزيف روبينيت بايدن» أو يومياته فى البيت الأبيض، حال كتابتها، وأعتقد سيكتبها عاجلًا أم آجلًا.
سيما ما يخص مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فكرة «الوطن البديل»، وكيف استقبل «بايدن» الرد المصرى الصاعق على الهواء مباشرة، ووزير خارجيته «أنتونى بلينكن» يسمع صاغرًا من رئيس مصر «عبدالفتاح السيسى» اللاءات المصرية الثلاث، لا للتهجير، ولا للتوطين، وسيناء لن تكون الوطن البديل.
قراءة مذكرات الرئيس العجوز تجيب على سؤال رئيس: هل كان بايدن منصفًا مع مصر، هل كان يحمل ودًا كافيًا للمصريين، هل تأثر برؤية وفكر الرئيس الأمريكى الأسبق «باراك أوباما» باعتباره عقل الحزب الديمقراطى ومفكره الأول فيما يخص فكرة «الوطن البديل»؟.
معلوم أوباما كان ولايزال لا يحمل ودًا كثيرًا للمصريين بعد إفشالهم لمخططه بتمكين الإخوان فى حكم مصر، ورحل وفى حلقه غصة من المصريين لإسقاطهم الإخوان، وتبديد حلم «الوطن البديل» فى سيناء، والتى كان رئيس الإخوان «مرسى العياط» داعيًا لها، عاملًا عليها دون أن يقشعر بدنه وطنيًا أو أخلاقيًا وهو يشتت شمل الفلسطينيين، يفتح لهم بابًا ظاهره الرحمة وباطنه فيه العذاب.
سنعرف لاحقًا، من مذكرات «بايدن»، هل حمل «بايدن» إرث «كراهية أوباما» لثورة المصريين على حكم الإخوان، وظل يناهض الحكم الجديد فى مصر بعد خلعهم، ويقتر فى المساعدات ويعطلها وينتقص منها بحجة حقوق الإنسان فى استخدام سياسى فج معلن دون مواربة أو حتى مقاربة فى سياق العلاقات (المصرية/ الأمريكية) الاستراتيجية.
مهم قراءة ملف العلاقات (المصرية/ الأمريكية) فى عهدة «بايدن»، بقلم «بايدن» ومن مذكراته، هذا رجل لم يحمل ودًا لمصر، وعمد إلى تجميد العلاقات (المصرية/ الأمريكية) فى ثلاجة البيت الأبيض، لا يتذكرها إلا فى الأزمات الإقليمية سيما «حرب غزة» لحاجته الملحة للوساطة المصرية بين إسرائيل وحماس، وما إن تهدأ الحرب حتى ينصرف إلى مخطط «الوطن البديل» التى تلح على أجهز الاستخبارات الأمريكية منذ الحادى عشر من سبتمبر.
«أوباما» كان عقل «بايدن»، و«بايدن» كان ينفذ أجندة «أوباما»، و«أوباما» لايزال حانقًا على المصريين الذين أطاحوا بفكرة (الشرق الإخوانى الجديد)، بقيادة إسرائيل، و«بايدن» سار متمهلًا على خطى «أوباما»، لذا تعد «عهدة بايدن» الأسوأ بعد «عهدة أوباما» فى سياق العلاقات (المصرية/ الأمريكية).
مذكرات «بايدن» التى لم تُكتب بعد ستكون كاشفة لما خلف أستار البيت الأبيض، وما يخص مصر سيكشف الكثير عما كان يُدبر لسيناء بليل وأفشله المصريون، ما كان يُعد لمصر ليس خافيًا عن كثير، وها هو المخطط يتجدد فى «عهدة ترامب» وكأنه قدر ومكتوب، من عبث الأقدار أن يجتمع «بايدن» الديمقراطى مع «ترامب» الجمهورى على فكرة «الوطن البديل».. صح المثل الشعبى البليغ «اللى تحسبه موسى يطلع فرعون» أقصد «اللى تحسبه ترامب يطلع أوباما».. دعك من مذكرات «بايدن» الخرف العجوز!.
نقلا عن المصرى اليوم