محرر الأقباط متحدون
تكريس رئيس الأساقفة أناستاسيوس حياته وخدمته للمسيح وإنجيله والقرب من المؤمنين الذين أوكلوا إليه، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس في رسالة إلى متروبوليت كورسا الألبانية للتعزية لوفاة رأس الكنسية الأرثوذكسية في هذا البلد.
وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى متروبوليت كورسا الألبانية معزيا لوفاة صاحب الغبطة أناستاسيوس رئيس أساقفة تيرانا ودوريس وسائر البانيا للكنيسة الأرثوذكسية الذي توفي في ٢٥ كانون الثاني يناير الجاري. وأعرب الأب الأقدس عن تعازيه للقائم بالأعمال ولأعضاء مجمع الكنيسة الأرثوذكسية في البانيا وجميع الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين، كما وأكد البابا صلاته من أجل راحة نفس رئيس الأساقفة كي يكافئه الله أبونا الرحوم على عمله.
وفي حديثه عن رأس الكنيسة الأرثوذكسية في البانيا توقف الأب الأقدس عند خدمته الرعوية التي ساعدت على إعادة اكتشاف ثراء وجمال إيمان الجماعة الأرثوذكسية في البانيا رغم سنوات من إلحاد واضطهاد من قِبل الدولة في هذا البلد. وتحدث البابا فرنسيس أيضا عن ذكرياته حول لقاء رئيس الأساقفة أناستاسيوس وذلك خلال أول زيارة للأب الأقدس إلى خارج إيطاليا، وأضاف قداسته أنه يحفظ في قلبه العناق الأخوي والكلمات المتبادَلة في تلك المناسبة.
ومن بين ما تطرق إليه البابا فرنسيس في رسالة التعزية تفاني الفقيد في تكريس الذات للإنجيل خلال حياته وخدمته ككاهن أولا ثم كأسقف، حيث كان يخدم الرب ويعلنه في أطر جغرافية وثقافية مختلفة، في اليونان وأفريقيا والبانيا. وقد قام بهذا، واصل البابا فرنسيس، متبعا مثال القديس بولس الذي كرس ذاته للمسيح حتى انه قال "وصِرتُ لِلنَّاسِ كُلِّهِم كُلَّ شَيء لأَُخَلِّصَ بَعضَهُم مَهْما يَكُنِ الأَمْر". وأضاف قداسة البابا أن رئيس الأساقفة أناستاسيوس قد أراد مع تسلمه مسؤولية قيادة الكنيسة الأرثوذكسية في البانيا أن يدخل بعمق إلى قلوب مَن أوكلوا إلى رعايته وأن يدخل بشكل خاص في تقاليدهم وهويتهم بدون فقدان الشركة مع الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، كما وقد شارك في الحوار مع الكنائس والأديان الأخرى وعزز التعايش بينها. وأراد البابا فرنسيس التذكير هنا بأن رئيس الأساقفة وحين وصل البانيا للمرة الأولى وجه إليه بعض الكهنة التحية الفصحية باليونانية" خريستوس أنيستي"، أي المسح قام، فأجابهم باللغة الألبانية كاشفا هكذا رغبة كبيرة في العيش مع شعبه وتقديم شهادة لمحبة الرب التي تهزم الظلام والظلم وسط مَن اختبروا المعاناة بشكل كبير.