نيفين سوريال
نمر في الحياة بمواقف صعبة قد تترك في نفوسنا جراحًا عميقة، سواء كانت بسبب خيانة، فقدان، أو خيبة أمل. هذه المشاعر الجريحة تثقل القلب وتجعلنا نشعر بالضعف. لكننا نعلم أن الله، بقدرته وحكمته، يرى ويسمع آلامنا، وهو القادر على شفاء القلوب الجريحة وإعادة الفرح إلى حياتنا.
1. الله يرى دموعك و يسمع صراخك
عندما نتألم، قد نشعر أحيانًا بأن لا أحد يرانا أو يفهم عمق معاناتنا. لكن الكتاب المقدس يطمئننا بأن الله قريب من المنكسرين. يقول في مزمور 34:18: قريبٌ هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الأرواح.”
مهما كان الألم عميقًا، الله يرى ما في داخلنا ويهتم بكل تفاصيل حياتنا.
2. شفاء الجراح بيد الله
الله وحده يستطيع شفاء الجراح التي يعجز البشر عن مداواتها. في إرميا 30:17 يعد الرب قائلاً: “لأني أُرَدُّ عافيتك وأشفيك من جروحك، يقول الرب.” إذا سلّمنا له أوجاعنا، فإنه قادر على تحويل حزننا إلى فرح وألمنا إلى سلام.
3. التعويض الإلهي عن الخسائر
الله لا يكتفي فقط بشفائنا، بل يعوضنا عن كل ما فقدناه أو تألمنا لأجله. في يوئيل 2:25، يعد الرب قائلاً: “وأعوِّضكم عن السنين التي أكلها الجراد.” إنه إله التعويض، وكل ألم عانينا منه هو فرصة لبركة قادمة تعوضنا عن كل ما فات.
4. الرجاء في خطة الله الكاملة
حتى عندما لا نفهم لماذا مررنا بهذه الجراح، نثق أن الله لديه خطة أعظم من آلامنا. في رومية 8:28 تقول كلمة الله: “ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله.” الله يستخدم حتى الجراح لتشكيلنا وتنميتنا، ليمنحنا مستقبلاً أفضل مليئًا بالسلام والفرح.
كيف نجد السلام؟
● الإيمان بوجود إله متحكم في كل الأمور:
الإيمان هو الأساس الذي يمنحك الطمأنينة والثقة بأن كل ما يحدث في حياتك له غاية وحكمة إلهية. الاعتراف بأن الله هو المتحكم يساعدك على تقبل الأحداث بثقة وأمل.
“لأَنَّنِي عَرَفْتُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلَّتِي أَنَا مُفَكِّرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلَامٍ لَا شَرٍّ، لِأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً” (إرميا 29: 11).
● التوبة والخروج من المشاعر الحزينة بسببها:
التوبة هي عملية تطهير القلب والرجوع إلى الله. من المهم أن تعلم أن الله دائمًا يقبل التائب بفرح، وأن مشاعر الحزن يمكن أن تتحول إلى طاقة إيجابية تدفعك للنمو الروحي.
“إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا، فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ” (1 يوحنا 1: 9).
● الصلاة:
الصلاة ليست فقط وسيلة لطلب الحاجات، بل هي علاقة تواصلية مع الله. من خلالها تجد السلام الداخلي وتستمد القوة للتغلب على التحديات.
“لَا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلدُّعَاءِ مَعَ ٱلشُّكْرِ، لِتُعْرَفْ طِلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ” (فيلبي 4: 6).
● طاعة كلمة الرب:
طاعة تعاليم الله تظهر حبك له وثقتك بحكمته. اتباع كلمته يساعدك على السير في طريق النور وتجنب السقوط في الخطيئة.
“لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ” (متى 4: 4).
● الخروج من الدوائر التي تسبب لك السقوط في الخطيئة:
اختيار البيئة والأشخاص الذين يدعمون نموك الروحي مهم جدًا. الابتعاد عن ما يضعف إيمانك أو يدفعك نحو الخطأ خطوة أساسية لتحيا حياة مليئة بالسلام والطهارة.
“لَا تَضِلُّوا! ٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيَّةُ تُفْسِدُ ٱلْأَخْلَاقَ ٱلْجَيِّدَةَ” (1 كورنثوس 15: 33).
ختامًا
إذا كنت تعاني من مشاعر جريحة، فتذكر أن الله يرى ويسمع. هو قريب منك، مستعد لشفائك، وسيمنحك تعويضًا يفوق ما فقدته. فقط اقترب منه بالإيمان والصبر، وسترى كيف يغير الألم إلى فرح والجروح إلى بركات.