محرر الأقباط متحدون
عشية افتتاح القمة الدولية في الفاتيكان حول حقوق الأطفال، التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، مساء أمس الأحد، المسؤولين الدوليين الذين توافدوا إلى روما للمشاركة في هذا الحدث الهام، وألقى كلمة لفت فيها إلى أن الحروب والهجرات تحصد آلاف الضحايا الأبرياء، مشددا على أن محبة الأطفال وحمايتهم هما مسألتان أساسيتان لا بد أن تحظيا بتوافق كامل.

شارك في اللقاء – الذي عُقد في المتاحف الفاتيكانية – عدد كبير من الأساتذة الجامعيين والكتّاب والاقتصاديين ورجال الدين والسياسة فضلا عن مسؤولين عن منظمات دولية، وقد نظمت اللقاء اللجنة الحبرية لليوم العالمي للأطفال، التي شاءها البابا فرنسيس وأسسها في العشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تزامناً مع الإعلان عن هذه القمة.

الكاردينال بارولين قال إن هذا الحدث يرمي إلى التأمل والإصغاء المتبادل، وسيشهد مشاركة البابا فرنسيس، بالإضافة إلى سبع جلسات نقاش تتخللها مداخلات لحوالي خمسين ضيفاً. وتوقف نيافته عند الموضوع الذي اختاره البابا فرنسيس لهذه القمة، ألا وهو "لنحبهم ولنحميهم"، وقال إن فعلَي الحب والحماية يمثلان حاجة ملحة، لا بد أن تحظى بتوافق الجميع، وأن تكون مرفقة بالالتزام الفعلي والملموس.

هذا ثم أكد المسؤول الفاتيكاني أن التاريخ يعلمنا أن الأطفال هم من المكونات الأكثر هشاشة ضمن العائلة البشرية. واعتبر أن الزمن المعاصر، المطبوع بوسائل التواصل الاجتماعي، يسلط الضوء على واقع يفتقر إلى الحب والحماية تجاه الصغار، وهذا الأمر يجعلنا متواطئين مع الحروب التي تتسبب بسقوط آلاف الضحايا البريئة، بالإضافة إلى المآسي التي نشهدها في البحر حيث يموت غرقاً المهاجرون ومن بينهم عدد كبير من الأطفال.

مضى نيافته إلى القول إن الكنيسة ملتزمة في الدفاع عن حقوق الأطفال والقاصرين، وذلك على الرغم من الإخفاقات من قبل بعض أعضائها، وعلى الرغم من هشاشتهم. وأضاف أن الكنيسة مستعدة دائماً إلى قبول المقترحات والإلهامات التي يقدمها الخبراء في العلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية والمنظمات الدولية، فضلا عن الخبرات التي تتمتع بها باقي المذاهب الدينية. ومن هذا المنطلق، اعتبر نيافته أن مشاركة شخصيات مسلمة ويهودية في القمة تكتسب أهمية كبيرة.

بعدها شدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على أهمية الإصغاء إلى صوت الأطفال، الذين يرفضون الجوع وانعدام المساواة، والعنف والحروب وتدمير الخليقة. واعتبر أن هذه المشاكل تتطلب العلاج مع الأخذ في عين الاعتبار حق الطفل في التمتع بالموارد والتربية والطعام والرعاية الصحية والحياة العائلية والوقت الحر.

في ختام كلمته إلى المشاركين في القمة الدولية حول حقوق الأطفال، أكد الكاردينال بارولين أن برنامج القمة غني جداً، لكن من الأهمية بمكان أن نباشر في إطلاق عمليات تعطي نتائج إيجابية وملموسة، مشجعا الكل على سلوك هذه الدرب بثقة، كي نصغي دائماً إلى الصغار ونحبهم ونحميهم.