كمال زاخر

تحديث....
الجمعة ٧ فبراير ٢٠٢٥

مشيناها بشغف وتطلع، واعتزاز وانكسار، بفرح وحزن، بنجاحآت وفشل، قمم وقيعان، احاطنا الوفاء والدعم من كثيرين نعرفهم ولا نعرفهم.

طعنتنا خيانات غير متوقعة، صادفتنا مؤامرات وضغوط ودسائس ومن جميعها انقذنا الرب، بل اعطانا فوق ما نستحق ونستوعب.

فتح لنا آفاق ما كنا نظن أن نرتادها، واعطانا نعمة فوق نعمة وفتح اعيننا على معرفته بقدر استيعابنا، فأنار بصيرتنا لندرك طيف من محبته وصار حصننا وملجأنا.

مشيناها بشكر لا ينقطع وقد عشنا حمايته حين اجتزنا مخاطر كادت أن تودى بنا، ونحن نرى الشفقة فى عيون من حولنا، فإذا بنا وبهم نرى عمل الله وهو يعبر بنا منها ويعوضنا عن السنين التى أكلها الجراد والتهمتها النيران.

اتذكر الثلاثة فتية واتوقف عند اللحظة التى خرجوا فيها من النار، ليس فقط لأن النار لم تحرقهم، لكن اتعجب أن ملابسهم لم تحمل رائحة شياط ولم تحمل ما يلوثها من أثارها، كانت ناصعة البياض وزكية الرائحة، اختبرت شئ من هذا بعد كل خروج من مؤامرة أو أزمة أو حريق، فقد وجدت نفسى لا تحمل مشاعر سلبية ... كرها أو بغضة أو رغبة فى انتقام تجاه مضايقىَّ او من ابغضونى، بل كنت حريصاً على أن اضعهم على مذبح صلاتى، طالباً ان تنفتح اعينهم على رحابة محبة الله، ليس من باب الافتخار أقول هذا بل ادراكا لعمل الله فى ضعفى البشرى.

ومازالت يد الرب تظللنى وتقودنى وقد قارب قطارى أن يصل لمحطته الأخيرة ...

والذى يعزينى اننى ابدا لم التفت ورائى بغضب أو ندم حتى وان خايلنى الحزن للحظات... كم اشكرك يارب.