حمدى رزق
قال الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، إنه لا يرى «استعجالا للقيام بأى شىء» فى قطاع غزة، فى إشارة إلى فكرته التى أعلنها، منذ أيام، بشأن السيطرة على القطاع، وأكد على أنه لن تكون هناك «قوات أمريكية على الأرض» (CNN).
قدر ولطف، تراجعات الرئيس ترامب بلغت غزة، لا داعى للاستعجال، هكذا حاله، يشعل النار فى الحطب الجاف، وما إن تستعر النار حتى يخمدها بماء بارد، ويتخارج وكأنه لم يكن بالأمس.
قبلها مباشرة، تراجع وعلق العقوبات (الرسوم الجمركية) على كندا، والمكسيك، لمدة شهر، وشهر ورا شهر وهكذا دواليك، ترامب فى نهجه الرئاسى يلقب شعبيا فى مصر بـ «الريس حنفى ترامب»، ولهذا اللقب حكاية.
من أشهر لزمات خفيف الظل، طيب الذكر، الفنان عبد الفتاح القصرى، «أنا كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا»، وتحت تهديد «أم حميدة» فى فيلم «ابن حميدو» يتراجع القهقرى، ويجيب ورا، وبنفس الحماسة وطبقة الصوت يلفظها متأففا «خلاص هتنزل المرة دى».
وصارت مثلا، كل تراجع يترجم على «خلاص هتنزل المرة دى»، وكل متراجع صار «الريس حنفى»، وآخرهم الرئيس ترامب، أقصد الريس حنفى ترامب (النسخة الأمريكية).
ترامب الخالق الناطق تمام الريس حنفى، فوله وانقسمت نصين، توأم سيامى أقصد سياسى، الريس حنفى (القدوة والمثل والنموذج الفج)، ترامب يبدأ من أعلى نقطة، ويقسم بأغلظ الإيمانات، وإذا راجعه «إيلون ماسك»، يزعق فى وجهه «أنا كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا».
فعلها مع المكسيك، وتراجع، وكندا وتراجع، وأخيرا غزة وتراجع، وفى كل مرة يزعق فى فضائه النفسى، «أنا كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا»، وأول ما يرى العين الحمراء، يتراجع متأففا «خلاص هتنزل المرة دى».
مريكا، وبانى جدار الفصل العنصرى تجاه المكسيك.. يفكرك بفيلم «ابن حميدو»، النسخة الأمريكية.
الفيلم يروى قصة الريس حنفى شيخ الصيادين الذى يعقد صفقة بيع الباخرة «نورماندى تو» لابن حميدو القرصان وصاحبه حسن أفندى القبطان، ما لم يرض عنه «الباز أفندى.. ساقط إعدادية».. وغرقت نورماندى فى مشهد كوميدى لا تنساه الشاشة الفضية.
الباز أفندى ويقوم بدوره رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» طمعان يتجوز عزيزة، طمعان يضم الضفة بعد تدمير غزة، ويلجأ للريس حنفى (ترامب)، ويتقرب بهدية ذهبية عيار 24، وقبلها الريس حنفى قبولا حسنا، وأكرمه فى البيت الأبيض، وأنزله بلير هاوس (بيت الضيافة الرئاسى).
الريس حنفى ترامب وعد الباز أفندى نتنياهو، يجوزه عزيزة بشرط تتجوز حميدة أولا، وعده بالضفة شرط يستفرد بغزة، هدية لزوج بنته «جارد كوشنر».
الباز أفندى نتنياهو ضغط الريس حنفى ترامب فى كورنر ضيق، فى خانة اليك، فطفق يردد مهرتلا، الضفة لنتنياهو، وغزة لكوشنر، وما إن هاجت المنطقة، وتوالت بيانات الرفض صاخبة، وصار ظهره للحائط، قالها «خلاص هتنزل المرة دى.. إنما المرة الجاية...».
المعلم حنفى «مش سهل» وقابل للضغط والاستهواء، وكلمة من نتنياهو تجيبه وكلمة من إيلون ماسك توديه، ومستوجب الحذر من تقلباته السياسية، الريس حنفى صياد يبيع السمك فى الميه، وينتظر انقشاع العاصفة ليعاود الصيد (الصفقة)، ويبيع نورماندى (غزة) لأقرب عابر سبيل، ولن تردعه ساعتها أم حميدة.. ستزغرد فرحا.
نقلا عن المصرى اليوم