البطريرك الراعي في عيد مار مارون: نصلّي إلى الله بشفاعة القديس مارون كي يمنحنا نعمة السير على خطاه في الزهد والصلاة

محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، الأحد التاسع من فبراير، بمناسبة عيد مار مارون، وألقى عظة أشار فيها إلى أن القديس مارون "قضى حياته بالنسك والصلاة والتأمل في كلام الله".

ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة استهلها قائلا "فخامة الرئيس، أعدتم لعيد أبينا القديس مارون، وهو عيد وطني، رونقه بانتخابكم على رأس الدولة اللبنانية، بعد فراغ دام أكثر من سنتين في سدة الرئاسة. فبانتخابكم عادت الثقة بشخصكم إلى قلوب اللبنانيين، وإلى أسرة الدول العربية والغربية وهي ثقة لطالما انتظروها، فأتت بعد طول انتظار. وازدادت بالأمس بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة الموصوفة "بالإصلاح والإنقاذ". فنهنئكم، صاحب الفخامة، ونهنئ دولة رئيسها القاضي نوّاف سلام، ونهنئ الوزراء الجدد وجميعهم واعدون، متمنين لها ولهم النجاح في المهام الكبيرة التي تنتظرهم، وقد جئتم على ذكرها في خطاب القسم. ولكون الحكومة من بركات مار مارون في عيده، نصلي إليه كي يشفع بها لدى الله فتتمكن من تنفيذ كل "إصلاح وإنقاذ". وقال البطريرك الراعي في عظته" أحييكم، فخامة الرئيس، باسم سيادة راعي الأبرشية أخينا المطران بولس عبد الساتر وكهنة الأبرشية ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها. ونحيي اللبنانية الأولى ودولة رئيس مجلس النواب، ودولة رئيس الحكومة الجديدة، وأصحاب الغبطة والسيادة والفخامة والدولة والمعالي والسعادة وسائر الشخصيات المحيطة بكم للصلاة في عيد أبينا القديس مارون، والتأمل في فضائله، وما يقوله لنا في الظرف الحاضر".

في عظته مترئسا القداس الإلهي الأحد التاسع من شباط فبراير في عيد مار مارون، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "ماذا يقول لنا اليوم القديس مارون في عيده الوطني؟ بعد خبرة خمسين سنة من الحرب، وتقهقر اقتصادي ومالي واجتماعي وثقافي وأخلاقي. يقول لنا: وطني وطن القداسة، لا وطن الحديد والنار! وطني وطن المحبة، لا وطن الأحقاد! وطني وطن السلام، لا وطن الحروب، وطني وطن الحضارة، لا وطن الانحطاط! وطني وطن الانفتاح، لا وطن الانعزال!

أوقفوا التمادي في المماطلة! أوقفوا إسقاط السلطة القضائية! أوقفوا فقدان السيادة والكرامة! أوقفوا الاعتداء على الدستور والأزمة السياسية! لقد اختنق الشعب من الجمود، فقدّموا له حلًّا من حلول، وتسوية من تسويات، وحقيقة من حقائق.

وأضاف البطريرك الراعي "إن الخطر الحقيقي الذي يواجه لبنان هو الانزلاق في محور الانحطاط. فبقدر ما يجب أن نبقى على الحياد الإيجابي تجاه المحاور الإقليمية، يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقي. الحياد مطروح لإنقاذ وحدة لبنان أكثر مما لإنقاذ لبنان بحد ذاته. فلبنان باق في جميع الأحوال، لكننا نريد أن يبقى لبناننا جميعًا، نحن المؤمنين به واحة سلام، وكيان لقاء، وقوة دفع للإخوّة بين ضفتي المتوسط، وملتقى تتجسّد فيه قيم الأديان. ليس الحياد مشروعًا مناقضًا للخصوصيات والقناعات الذاتية المختلفة. فالحياد هو نظام وجود يحمي التعددية بكل أبعادها ويعطيها حق ممارسة اختلافها بحضارة وسلام. الحياد هو أمن داخلي، ودفاع خارجي. هكذا يعزز الحياد الثقة بين مختلف المكونات اللبنانية، لأنه يوحّد ولاءها الوطني والسياسي للبنان".

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، الأحد التاسع من شباط فبراير، بمناسبة عيد مار مارون، قال البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: نصلّي إلى الله، بشفاعة القديس مارون، كي يمنحنا نعمة السير على خطاه في الزهد والصلاة، لمجده تعالى، آمين".