Oliver كتبها
- الرب الروح جعل فى البرية فردوساً للقديسين. من روح الرب تعلموا و بإرشاده تتلمذوا.غرس أشجاراً ولودة فأفرخت و أثمرت و صارت جذذوراً للرهبنة و جامعة للقديسين.
 
- القديس أنبا بولا واحد من أعظم جامعات الرهبنة.أنبا بولا قديس امتلأت سيرته بقديسين آخرين.القديس الأنبا أنطونيوس قابله و عرف سيرته. و كتب عنه فصار كلامه مرجعاً لسيرة أنبا بولا و القديس أثناسيوس الرسولي علم بقداسته و أرسل له رداءه يتكفن به. القديس جييروم قابل القديس مكاريوس تلميذ أنبا أنطونيوس و علم منه بسيرة أنبا بولا و كتب عنه و صار كتابه مرجعاا للكنيسة الغربية التي تحتفل بالقديس  أنبا بولا.
 
- كان النهر الثانى فى الجنة هو جيحون الواصل إلى جنوب أرض مصر و حتى كوش  ( أثيوبيا). و كان أنبا بولا فى نفس تلك المنطقة مثل هذا النهر المتدفق بالقداسة فى الأقصر (طيبة) حيث موطن القديس.الروح القدس يرسم فردوساً روحياً أرضاً جديدة فى قلوب المنقادين به.
 
- كما أن حياة آدم فى الفردوس قبل السقوط كانت و ما زالت سراً هكذا كانت حياة أنبا بولا  .عرفنا عنه القليل بواسطة العظيم أنبا أنطونيوس الوحيد الذى رأى أنبا بولا.لكن عن تدبيره الروحي لم نعرف شيئاً,لا نعرف كيف قضى سنواته الطويلة يصلى.كيف واجه الحروب الروحية و كيف صمد و غلب. كيف  ثبت في مغارته عشرات السنوات دون ملل أو تأفف؟ إن حياة أولاد الله الحقيقيين تكمن فى جذورهم المختفية بالكمال فى عمل الروح القدس فيهم.
 
- كما إتهم البعض الكتاب المقدس بأنه يحوى أساطير هكذا إتهموا سيرة الأنبا بولا بأنها خيالية.لكن الكتب التاريخية للقديس جيروم و القديس يوحنا كاسيان و تعد مخطوطات من عصر الانبا بولا تقريبا و عالم القبطيات اميلينو الفرنسي 1900 م رد على هؤلاء المشككين فى قداسة القديسين.
 
- السائح ليس ناسكاً عادياً.إنه إنسان  أحب الرب حتى نسي نفسه.نسي من هو و أين هو.السائح إنسان زهد فيما للإنسان و تشوق فيما للملائكة.الأنبا بولا هو ذلك السائح.صحيح لم يتكلم عن نسكياته أو إختباراته لكن من السهل أن نتوقع من قديس ظل حبيساً فى قلايته سبعون سنة أن يكون راحل عن تلك القلاية ليس إرتحالا إلى الجبل المقابل بل إرتفاعاً إلى السماء الأقرب للناسك من الأرض التى قدامه.
 
- إن وجبة المحبة القادمة من فوق بفم الغراب تعكس شيئاً مما يعيشه السائح.إنه يأكل حين تطعمه السماء.و إذا أكل هام كالغزلان إلى التمجيد حيث موضع راحته.
 
- رغم عظمة  القديس الأنبا أنطونيوس إلا أنه إرتحل باحثاً عن ذاك الراهب الكامل.كان الأنبا بولا بالنسبة للأنبا أنطونيوس هو شمساً لا يقوى على القرب منها.هكذا كان يري القديسون بعضهم بعضاً.لا أحد ينسب لنفسه براً أو يري في شخصه تقوى.يعيش كالمبتدئين.يحتسب نفسه أقل من الكل.كان الأنبا بولا قديساً يتضائل بجواره القديسون.لذا لم  يتأخر أنبا أنطونيوس أن يرسل من تلاميذه الرهبان ليعمروا الدير (موضع قلاية أنبا بولا) فصار تعمير الدير كأثر يمكن إثبات أنه من القرن الرابع دليلاً جديداً على صدق شخصية الأنبا بولا و صدق ما قيل عنه بواسطة القديسين.
 
- كان إيليا يعيش شرق الأردن و كان يوحنا يعيش شرق الأردن و صار الأنبا بولا على نفس المثال .حياته بين  النهر و الجبل.يقوته الله كما قات إيليا.يرتدي كما كان المعمدان يرتدي.هؤلاء الذين صارت لهم الغلبة على كل ما هو فى الجسد إنفتحت قدامهم أمجاد المسيح يسوع فرفعوا أياديهم طوال النهار و لم يخفضوها.إلتصقت أعينهم بالمسيح الظاهر في سيرتهم فلم يغادروه و لم يغادرهم,
 
عاش الأنبا بولا في فردوس الروح قبل أن ينتقل إلى فردوس النعيم.فليعطنا الرب بصلاته أن نكون هكذا .ينتقل الملكوت داخلنا قبل أن ننتقل إليه في السماء.