د. ممدوح حليم 
حقق لبنان الحر المتحضر نصرا كبيرا خلال الشهر الماضي بعد الهزيمة الساحقة التي نالها حزب الله، وذلك باختيار رئيس جديد له هو العماد جوزيف عون، ثم تشكيل وزارة جديدة برئاسة القاضي الدولي نواف سلام.
 
   وفي هذه الوزارة الجديدة لم يحصل الثنائي الشيعي أي حزب الله وحركة أمل على الثلث المعطل الذي كان يجعل منهما الحاكم الفعلي للبنان . إن لبنان أكبر من أن يحكمه حزب إرهابي هو حزب الله الذي قام بعمليات اغتيال كثيرة لسياسيين وإعلاميين وصحافيين كانوا يعارضون الاحتلال السوري للبنان، وكان هذا الحزب البغيض هو حاكم لبنان الفعلي المسيطر على لبنان. لكن دارت الأيام ونال الحزب جزاءه.
 
كان لبنان همزة الوصل بين الغرب والشرق، وكان يدعى سويسرا الشرق من حيث الرخاء والرواج الاقتصادي في جو  من الحرية والديمقراطية. رفض أغلب المسيحيين الانتماء إلى العرب، وكانوا يعتبرون أنفسهم امتدادا للحضارة الفينيقية....
 
 وفي حرب ٥ يونيو ١٩٦٧ ، احتلت إسرائيل أراض من كل البلاد العربية المحيطة بها باستثناء لبنان، فقد كان لبنان ينتهج سياسة الحياد الإيجابي بزعامة المارونية المسيحية السياسية. لم يتدهور لبنان إلا بعد إصرار بعض سياسيه على إقحامه في الصراع العربي / الإسرائيلي، واعتباره عربيا حيث دفع الثمن باهظا.
 
بدأت مأساة لبنان في أواخر الستينات من القرن الماضي حين تم تهجير الفلسطينيين إلى هناك حيث حاولوا السيطرة على البلد، ثم خضع لبنان للوصاية السورية ، ثم الوصاية الإيرانية بذراعها حزب الله.
 
 كان لبنان قبل الحرب اللبنانية الأهلية (١٩٧٥ --- ١٩٩٠) معقل الثقافة والمطبوعات الراقية والحرية، لقد حدثت الحرب بسبب تدخل العرب في شأنه، والتنافس السوري / الفلسطيني على السيطرة عليه . أما الآن فقد صار في حالة سيئة من الفقر وتدهور العملة والتأخر.
إن التخلص من الوصاية السورية ثم الإيرانية وترنح حزب الله، مهد لاختيار رئيس جمهورية محترم ورئيس وزراء ذي مكانة دولية لا يحركهما حزب الله الإيراني ، وهذا معناه أن لبنان بدأ يتعافى، ويمكن القول يقيناً إن لبنان الحر المتحضر الجميل عاد وسيعود