ياسر أيوب
فى أزمان أخرى سبقت زماننا الحالى .. كانت الملامح والشكل والثياب تكفى للتفرقة بين المرأة والرجل .. ولم تكن هناك حاجة لأى كشف وتحاليل وفحوصات لإثبات أن المرأة أصلا امرأة ولم تكن رجلًا تحول إلى امرأة .. ومنذ أربعة أيام فقط .. أعلن الاتحاد الدولى لألعاب القوى برئاسة البريطانى سيباستيان كو ضرورة خضوع كل اللاعبات المشاركات فى المسابقات والبطولات الدولية لمسحة الخد وإلا لن يتم قبول مشاركتها.
وعن طريق مسحة الخد التى تؤخذ من داخل الفم يمكن الكشف عن وجود جين اسمه إس آر واى .. وهذا الجين هو المسؤول تكوين كروموسوم واى الذى يميز الذكور عن الإناث .. ففى الإنسان هناك 46 كروموسوم فى كل خلية اثنان منها مسؤولان عن تحديد الجنس وهما فى الذكر واى وإكس بينما هما فى الأنثى إكس وإكس .. ويساعد جين إس آر واى على إنتاج البروتين الذى يساعد بعد بدء الحمل على نمو الغدد التناسلية الذكرية أو الخصيتين ومنع تطور الهياكل الأنثوية مثل الرحم وقناتى فالوب.
ورأى الاتحاد الدولى لألعاب القوى أن هذا هو الحل لحسم أى خلاف بشأن الهوية الجنسية للاعباته وهل هن أصلا إناث أم كانوا ذكورا تحولوا فيما بعد لأى سبب وهدف وأصبحوا إناثا .. وكان الاتحاد الدولى لألعاب القوى قد قرر فى 2023 منع مشاركة اللاعبات اللاتى كن ذكورا وقت البلوغ ثم تحولوا بعد ذلك .. ثم أصبح الاحتكام لمستويات هرمون الذكورة أو التيستيرون لتحديد هل من حق اللاعبة المشاركة فى مسابقات النساء أم لا .. وأخيرًا قرر الاتحاد حسم الأمر نهائيًا بالتحليل الجينى عن طريق مسحة الخد والكشف عن جين إس آر واى الذى يحدد الهوية الجنسية حتى قبل الولادة.
وقال سيباستيان كو إنه يريد بذلك منافسة عادلة فى مسابقات السيدات وألا تفوز امرأة كانت أصلا رجلا على بقية النساء الطبيعيات .. وبينما أعلنت لاعبات كثيرات جدا سعادتهن بذلك نفس سعادتهن بأى اتحاد رياضى دولى يمنع مشاركة الرجال المتحولين جنسيًا من المشاركة فى ألعاب النساء .. كان هناك من شكك فى دوافع سيباستيان كو لاتخاذ مثل هذا القرار وأنه أراد بذلك لكسب مزيد من التأييد قبل أن يخوض الشهر المقبل انتخابات رئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية.
ولا أظن أن ذلك صحيح لأكثر من سبب.. فالمرشحون الآخرون المنافسون لسيباستيان كو يرفضون أيضا مشاركة المتحولات وعلى رأسهن المرأة الوحيدة التى تخوض تلك الانتخابات كيرستى كوفنترى .. كما أن هذا هو موقف كو منذ سنوات وقبل أى حديث عن حلم الرئاسة الأوليمبى .. والحقيقة هى صدمة المدافعين عن الجنس الثالث الذين لم يتوقعوا هذا الانقلاب ضدهم وضد الحرية الشخصية الزائفة.
نقلا عن المصرى اليوم