ديڤيد ويصا
فيه حاجة غريبة ..
شوفتها في نفسي في رحلتي مع الله!
--
لما كان عندي معرفة بالكتاب المُقدَّس ..
من غير علاقة حقيقيّة مع الله ..
ومن غير معرفة بمعاناة الناس وأوجاعهُم ..
كنت قاسي، بَحكُم على النّاس ..
بشوف كل حاجة بعين واحدة، مفترض انها الحق ..
أي مشكلة حد وقع فيها، يبقى انتقام إلهي ..
أي حاجة حلوة بتحصَل لحد، يبقى رضا إلهي ..
أي مرض نفسي، يبقى بسبب الخطيّة ..
أي مشكلة في بيت، يبقى المسيح مش في البيت!
--
مع الوقت اختبرت ..
إن العلاقة مع الله ..
بتخلّيني اشوف الكتاب بعيون جديدة، هي عيون الله ..
وكأن الله بيكلّمني وبسمعُه وبعرفه وبشوفه، في الكتاب ..
مش مُجرَّد بعرف عنه وادرِسُه واحفظُه، من الكتاب!
وكمان اختبرت ان اختباري للوجَع والألم في الحياة ..
وكمان الانخراط في معاناة الناس وأوجاعهُم ..
مع تَمَسُّكي بالعلاقة مع الله، عشان متكِسِرش ..
بيخلّيني اقدَّر الكسرة والوجع والانحناء ..
وبيخلّيني اشوف الدنيا بنظرة أوسع، ومن جوانب مختلفة ..
وبيرجَّعني ألف خطوة قبل ما احكُم على حَدّ أو ادينُه ..
وبيخلّيني افهم ان الخطيّة صحيح هي أصل كل خراب ..
بس ده مش معناه ان كل واحد بيعاني ..
بيكون ده بالضرورة بسبب خطيته الشّخصيّة ..
ممكن يكون من بيته، من المسؤولين عنه، من جوازة غلط ..
وده مش معناه انه مش مسؤول ..
لكن معناه انه مش مسؤول لوحده!
واضيف عليهم أبشع الكل، وهو الكسرة بسبب الخطيّة ..
واللي بتخلّي عيني في الأرض وراسي في التُّراب ..
وبالتالي متفهّم جدًّا كسرة كل واحد بيغلَط ويفوق ..
وانه في الوقت ده محتاج سندة، مش لوم ..
لأن عقاب إحساسه بالذّنب والخزي، أقوى من أي عقاب من برّاه!
--
وزي ما الرب يسوع كان بيبُص على ..
الناس محتاجين إيه، مش بس يستاهلوا إيه ..
لازم انا كمان اكون زيُّه، من ناحيتي ومن ناحية غيري!
فاكون صارِم مع نفسي، لو واجهني ..
واكون حنيّن على نفسي، لو طبطب عليَّ ..
وفي كل الأحوال اعرف ان دوري اكون وكيل لله وأمين ليه ..
لكن يا ويلي لو قرَّرت آخُد مكانه وافترض اني عارف قلوب البشر!
ومهما كانت عيني بصيرة، يفضل هو الحكيم الوحيد ..
اللي بنوره بنشوف النور، ومن غيره مفيش نور!
ديڤيد ويصا